الخميس، 23 مارس 2017

الرئيسية أيهما أنسب لصحة جيدة: نوع الطعام أم كميته؟

أيهما أنسب لصحة جيدة: نوع الطعام أم كميته؟


food


أماني الددا
اختصاصية تغذية علاجية

عندما يتعلق الأمر بصحة جيدة وجسد سليم أيهما أفضل: طعام غني بالدهون والسكريات وبكمية صغيرة، أم طعام غني بالبروتين والخضار وبكمية كبيرة جدًا؟ وهل نوع السعرات الحرارية يؤثر في الوزن والصحة أم كميتها هي الأساس؟ ليس من السهل الإجابة عن هذه الأسئلة، فلكل منا منطقه الخاص في تفسير الأمور. ولكن ما يحسم الأمر هو نتائج التحاليل والميزان التي تكشف المستور وما يخبئه النمط الحياتي اليومي.

النوع أم الكم؟

كم من شخص نراه يتمتع بوزن مثالي وفجأة يتبين لنا أنه يعاني عدة أمراض مزمنة كالسكري، وأمراض القلب، والشرايين؟ ومن الممكن أن يجهل الكثيرون وجود مشاكل صحية لديهم بسبب إهمال الفحوصات الدورية أو الاعتماد على وجود أعراض لتشخيص مرض ما! وما تؤكده الأبحاث والدراسات دائمًا أن للنظام الغذائي تأثيرًا كبيرًا في صحة الجسم والوقاية، أو الإصابة بعدد كبير من الأمراض، ولم تعد تلك العلاقة سرية. فما الأهم: النوع أم الكم كي يكون الطعام ودودًا وليس لدودًا؟ لقد تغيرت التوصيات الغذائية خلال السنوات الأخيرة بعدما ازدادت الأبحاث والدراسات التي أعطت صورة أوضح عن الأطعمة التي تساعد على الحفاظ على صحة جيدة ووزن مثالي. وما أكده معظمها هو أن للسعرات الحرارية دورًا كبيرًا في ذلك ولا يقل عنه أهمية التركيز على نوعية الطعام أيضًا!


نوعية الطعام


فلنميز أولاً بين نوعين من الطعام:

الأطعمة ذات الجودة العالية:

تشمل الأطعمة غير المكررة وغير المعالجة كالخضار، والفاكهة، والحبوب الكاملة، والدهون الجيدة (الأفوكادو، وزيت الزيتون..) والبروتينات الجيدة وهي الأطعمة الموصى بها من قبل معظم الهيئات الغذائية.

الأطعمة ذات الجودة المنخفضة:

تشمل الأطعمة المصنعة، والمشروبات المحلاة، والحبوب المكررة كالطحين الأبيض، والأطعمة المقلية، والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة، والأطعمة العالية بنسبة السكر كالبطاطس. من المؤكد عدم وجود نظام غذائي موحد للجميع فتختلف حاجة كل جسم وفقًا للوزن، والعمر، والطول، والعوامل الوراثية، والمشاكل الصحية ونمط الحياة. ولكن القاسم المشترك بين معظم الناس هو ضرورة الاعتماد على الأطعمة ذات الجودة والنوعية العالية كأساس للنظام الغذائي. وهذا لا يعني عدم تناول حلويات، أو أطعمة مقلية، ولكن المفتاح هنا هو بالتوازن بين نوعية الطعام.

لقد أظهر باحثون في جامعة هارفرد أن لاختيار نوعية الطعام دورًا كبيرًا للحصول على صحة جيدة ووزن سليم، وأن عبارة «السعرات الحرارية متساوية» لا تخبرنا القصة الكاملة!

ففي دراسة أجريت على 120 ألف شخص يتمتعون بصحة جيدة لفترة تمتد إلى 20 عامًا تبين أن زيادة الوزن ترتبط بتناول رقائق البطاطس، والبطاطس المقلية، والمشروبات المحلاة، واللحوم الحمراء الطازجة والمصنعة كالمرتديلا. وقد استنتج الباحثون أن تناول الأطعمة المصنعة الغنية بالنشويات، والحبوب المكررة، والدهون والسكريات تزيد الوزن وتؤثر سلبًا في الصحة. كما أن اختيار الأطعمة ذات النوعية الجيدة وتقليص الأطعمة السيئة يساعدان على استهلاك كمية أقل من السعرات الحرارية.

هل للكمية أهمية؟

تعد السعرات الحرارية عاملاً أساسيًا للحفاظ على جسد سليم وصحي. فكلما زادت كمية الطعام زادت السعرات الحرارية... خطأ!! ليست كل الأطعمة متساوية، فإذا تناولنا طبقًا كبيرًا من السلطة فلن يكن كطبق كبير من المعكرونة. فالخضار وبخاصة الورقية تعد من الأطعمة قليلة السعرات الحرارية، والتي يساعد تناولها بكمية كبيرة على تقليص السعرات الحرارية المتناولة، وعلى زيادة نسبة الألياف التي تعد من أهم الخيارات الصحية للجسم. ولكن لا تنطبق هذه النظرية على جميع الأطعمة، فالبطاطس من الخضراوات ولكنها عالية السعرات الحرارية! وبالعودة للسؤال الذي طرحته في البداية يعد الخياران غير صحيين. فتناول الأطعمة المقلية يوميًا وإن كان بكمية صغيرة يعرض الجسم للأمراض التي ذكرناها سابقًا. كما أن تناول كمية كبيرة من البروتين كاللحوم الحمراء مثلاً يؤدي إلى داء النقرس. وليس من الصحي تناول كمية كبيرة من الخضراوات الخضراء لمن يعاني الفشل الكلوي.. لا يوجد نظام غذائي واحد لجميع الناس، كما تختلف الكمية المسموح بها لكل شخص، ولكن الأهم هو الاعتماد على نوع جيد من الأطعمة والاعتدال في كميتها. وها هما الاعتدال والتوازن يفرضان أنفسهما مجددًا خيارًا أساسيًا لأي نظام غذائي صحي! فللكمية والنوعية دور في الحصول على صحة جيدة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.