الخميس، 6 أبريل 2017

الرئيسية اهمية القراءة عند الاطفال

اهمية القراءة عند الاطفال

benefits of reading to your child

قراءة الأطفال ارتقاء بالمعرفة وغرس للقيم
تساعد القراءة الطفل على فهم العالم، وتكوين صورة إيجابية عن نفسه، وتحرير طاقاته الكامنة.
محمود الديب


القراءة تساعد الطفل على تكوين صورة إيجابية عن نفسه، وتشعره بالأمان الضروري لتحرير الطاقة الكامنة غير المستغلة في داخله.
تصنف القراءة ضمن الحاجات الأساسية للحياة في المجتمعات المتقدمة، بوصفها غذاء للفكر والروح. وما أحوج النشء إلى تغذية أفكارهم في مقتبل العمر عبر القراءة، بكل ما هو راق، بعيدا عن انغماسهم في الممارسات السلبية السائدة التي تتعلق بالإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية!

 مسؤولية التعليم

تؤكد كاتبة أدب الطفل ومؤسسة دار كتب نون، ناهد الشوا أن الطفل لا يمكنه أن يتعلم القراءة بمفرده بل بحاجة إلى من يساعده. وبالطبع مسؤولية ذلك تقع في المقام الأول على عاتق الأبوين قبل المعلمين في المدرسة. ولابد أن يدرك الآباء مدى أهمية القراءة، فهي الوسيلة التي يعتمد عليها للتعلم الذاتي، والتعرف على ثقافة من يتعاملون معه، سواء في المدرسة، أو مع المحيطين. ولذلك يجب أن يحرص أولياء الأمور على تعويد الأطفال على القراءة منذ صغرهم، لأنهم إذا نجحو في تعويد الطفل على القراءة في سن مبكرة قبل ذهابهم إلى المدرسة فسوف تزداد قدراتهم على الاستيعاب.
تبدأ العملية بتخصيص فترة من اليوم للقراءة، خصوصا قبل النوم مباشرة. وأيضا يلزم توفير الكتب المميزة والمسلية وذات التصميم والرسوم الجذابة، ووضعها في أماكن مختلفة في المنزل وفي السيارة أيضا. كما من الضروري أن تحرص على اصطحاب الطفل إلى المكتبة وترك الطفل يختار كتابه وقراءته معه. فضلا عن أن تقدمي المكافآت وعبارات التشجيع كلما تقدم في مستوى القراءة فلها تأثير جيد. ومن المهم أيضا التصحيح للطفل أولا بأول حتى يقرأ بطلاقة.

فوائد لا تحصى

بحسب اختصاصية توجيه سلوك الأطفال الدكتورة عبير السالم، فإن معرفة الفوائد التي تدفع الوالدين إلى تطوير قدرات أطفالهم في القراءة تحفزهم إلى بذل ما في وسعهم لتعزيز قيمة القراءة لديهم لتصبح عادة مفيدة وممتعة يمارسونها طوال حياتهم. فقد أشار أحد أعظم الجراحين في العالم وهو الطبيب "بن كارسون" في سيرته الذاتية إلى دور والدته في غرس قيمة القراءة وحبها لديه، حيث كانت لا تسمح له بمشاهدة أي برنامج تلفزيوني إلا بعد أن يقدم لها تقريرا عن كتابين يقرأهما خلال أسبوع ومن ثم تناقشه فيهما. ونتيجة لذلك حقق النجاح في حياته.

حب القراءة

يمكن اتباع عدة خطوات لغرس حب القراءة عند الأطفال، ترتكز حول زيادة وعي الوالدين بأهمية القراءة، وأنها الطريق لزيادة المحتوى المعرفي لدى الطفل، لمساعدته على فهم العالم وتكوين علاقة ناجحة به، لا سيما أنه في مرحلة نمو مناسبة وأكثر طواعية لبدء الغرس من أي مرحلة أخرى. فالقراءة تساعد الطفل على تكوين صورة إيجابية عن نفسه وتشعره بالأمان الضروري لتحرير الطاقة الكامنة الغير مستغلة في داخله. ومن صور التشجيع على القراءة: استخدم الحروف الإسفنجية لتشكيل الكلمات ومن ثم قراءتها، وتبادل القصص والكتب مع أطفال آخرين، وزيارة المكتبات العامة، والاشتراك في مكتبات تتيح فرصة إرسال أحدث القصص والكتب بالبريد باسمه شهريا، لأن ذلك يعد نشاطا ممتعا للطفل.

يتوجب أيضا توفير أشرطة تسجيل تحتوي كتبا مقروءة، يستمع من خلالها الطفل لقراءة جيدة بنطق صحيح. وعلى الوالدين أن يعيا أن الأجهزة الذكية تكبح إبداع الطفل وتؤثر في نظامه العصبي، وتسبب له إدمانا.. لذا يجب التقليل منها. كما أن القراءة تشعل حلما داخليا في عقل الطفل فيجوب بخياله هنا وهناك. والقدوة مهمة في عملية التشكيل وهو أن يقرأ الوالدان أمام أطفالهم، لأن النفس البشرية تميل إلى التقليد والمحاكاة. 

دور المنزل

لا بد من الإشارة إلى أن المنزل هو أول مكان تعليمي للطفل ويحمل أهمية أساسية في نشأته، لذا يجب تحويل جزء من المنزل أو جزء من غرفة الطفل إلى مكتبة، على أن تحتوي على المواد والأدوات المناسبة، وأن تكون مرتبة بحيث يسهل على الطفل تناولها، مع مراعاة اختيار القصص والكتب التي تساعد على التأمل والملاحظة لكل ما هو موجود في بيئة الطفل. تشير الكاتبة "شاكونتالا ديفي" في كتابها "أيقظي العبقرية الكامنة لدى طفلك" إلى أن القصص المصورة التي لا تحوي أيا من الكلمات لن تساعد الطفل على تعلم القراءة، بينما التصفح المنتظم لكتب تحوي صفحات مكتوبة أو بعض الصور ستحرك فضول الطفل، وتجعله يهتم بالقصة ويألف اللغة المكتوبة في الوقت نفسه، كما تؤكد أنه إذا تابع الكلمة المكتوبة في القصة بإصبعه فسوف يساعده ذلك على تمييز بعض الكلمات التي تتكرر كثيرا.

وتلفت اختصاصية التوجيه السلوكي إلى أن هناك توجيهات يجب الالتفات إليها عند قراءة القصة للطفل، منها مراعاة الوقت وأن يكون مناسبا، فلا تكون القراءة قصيرة جدا حتى لا تفقد الغرض منها، ولا طويلة جدا حتى لا تصبح مملة للطفل. ولا مانع من التكرار لأنه مناسب لخصائص نمو الطفل. وتراعي القراءة الجهرية للقصص، لأنها تكون اتجاهات إيجابية نحو الكتاب وتنتج قارئا وتحفز الدافعية الداخلية لديه، وتوجِد نموذجا حيا للقراءة الصحيحة الممتعة، إضافة إلى أن تعويد الطفل على القراءة في سن مبكرة ينعكس على تحصيله العلمي. فكلما اكتسب الطفل اللغة في سن مبكرة أصبح قادرا على القراءة والكتابة، وذلك لأن للقراءة تأثيرا قويا وكبيرا في العمليات العقلية داخل المخ، وفي تحصيل الطفل فيما بعد. فهي تجعله أكثر قدرة وفهما واستيعابا للمواد الدراسية جميعها. كما أن ارتباط التعلم بالمتعة يجعل المعلومة أكثر ثباتا. وكلما مارس الطفل القراءة أصبح أكثر قدرة على التعبير، وأكثر طلاقة وتحدثا واستعدادا للنقاش. وعلى جميع الآباء أن يدركوا أن سر نبوغ بعض البشر أساسه القراءة.

لماذا القراءة؟

ترصد اختصاصية توجيه السلوك عبير السالم أهم فوائد القراءة للأطفال، وهي:
·         تحقق احتياجات الطفل، ومن أهمها الحاجة إلى الحب والانتماء.
·         تشجع الطفل على العمل والإنجاز
·         تخلص الطفل من القلق والتوتر، والتعامل مع الخوف بالتحكم في المشاعر.
·         تحفز الطفل على جودة الأداء فيما يوكل إليه من أعمال.
·         تطور فكر الطفل فيصبح لديه فكر نافد وتحليلي، وقدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات.
·         تنمي مقدرة الطفل على تذوق الأدب، والقدرة على اختيار الكتب القيمة مستقبلا.
·         توسع آفاق الطفل وخياله، لذا فهي تثير عنده الرغبة في الاستكشاف، وتدفعه لاستطلاع شتى المواضيع، ما يساعده على الإدراك بأن اكتساب المعرفة عملية مستمرة مدى الحياة، وأن القراءة مصدر مهم ودائم ومتطور لمواصلة التعلم.

ماذا يقرؤون؟

توضح كاتبة قصص الأطفال نوف الحربي، أن الوالدين يحرصان على تغذية أطفالهم، والاهتمام بنموهم الجسدي إلا أن العناية بتغذية أرواحهم لا تقل أهمية، ولا يمكن أن يغفل الأبوان عن ذلك، لا سيما ونحن في زمن التقنية الحديثة التي غزت فيها الأجهزة إلكترونية معظم البيوت وأقصت الكتاب. وبالرغم من ذلك فلا تزال بعض الأسر تعرف للكتاب قدره وتدرك فائدته في نمو الأطفال المعرفي واللغوي، ودوره الفاعل في غرس القيم والمبادئ والآداب العامة، وتنمية الذكاء الاجتماعي، وتطور الشخصية، والثقة في النفس لدى الأطفال. لذا يجب على الوالدين اختيار الكتب بدقة لأطفالهم بما يتناسب مع أعمارهم وتنويع اهتماماتهم، وتخصيص وقت للقراءة يصحبون صغارهم في رحلة ممتعة للإبحار في عالم المعرفة والاطلاع بدءا بالقصص التي يحبها الصغار، وانتهاء بالموسوعات العلمية والحقائق التاريخية.

 فنحن نبني أنفسا وعقولاً كما ننمي أجسادًا صغيرة ستكون يومًا ما يدًا تبني بدورها الأوطان وتعمر البلاد. نحن ننشئ جيلاً يصنع الحضارة ولا سبيل لذلك إلا بالكتاب. ولتحبيب القراءة إلى الأطفال يجب تهيئة المكان، واختيار الزمان المناسب للقراءة، واختيار المكان المناسب أيضا والذي يجب أن يكون مريحًا ومضاء بشكل جيد، وبعيدًا عن الضوضاء قدر الإمكان، واختيار الكتاب المناسب.

القراءة حياة

ينبه المختص في تطوير الذات وأحد المهتمين بالقراءة، د. صديق العمرو، إلى أن مفهوم القراءة تجاوز بعض المفاهيم التي حاولت أن تؤطر القراءة وتحد من أهميتها، إذ كان يتم الترويج للقراءة على أنها إحدى الهوايات. لكن تلك النظرة القاصرة لم يعد لها وجود. فقد غدت القراءة حياة، وأصبحت أداة تغيير فاعلة ليس على مستوى الأفراد بل على مستوى الأمم. فالقراءة تهب الإنسان أكثر من حياة، وتساعده على اكتشاف قدراته ومهاراته، وتفجير طاقاته ليؤثر في محيطه. ومن أراد دخول عالم المعفرة فعليه أن يلج من بوابة القراءة، وأن يكون الاهتمام في البداية مع الأطفال والنشء الصغير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.