الاثنين، 15 يناير 2018

الرئيسية إرضاء الآخرين

إرضاء الآخرين


Satisfying others




هل أنت ممن يهتمون برأي الناس فيك؟ هل تتخذ قراراتك بناء على ما تودّ أن يرضي الآخرين؟ هل تستمد إحساسك بقيمتك الذاتية من قبول الآخرين لك؟ هل تحجم في الغالب، عن التعبير عما تريده أو تعتقده أو تشعر به حقًا، خشية أن يزعجك شخصا ما؟

ترى الكاتبة وخبيرة تطوير الذات كريستين هاسلر أنك لست الوحيد في ذلك فالأنا الذي يسكننا يفضل أن يكون محبوبًا، وينتظر الاستحسان والإطراء والتأييد ومن الطبيعي لكي تشعر بمزيد من الأمان، أن تتفادى إزعاج الآخرين، ولو استنزف سلوكك كثيرًا من وقتك وطاقتك. فتجربة صغيرة واحدة تعرّضك للانتقاد، أو تشعرك بأنك غير محبوب كفيلة بتحويل إرضاء الآخرين إلى عادة سيئة وغاية ترافقك على الدوام.

حين نستسلم لهوسنا بما يعتقده الآخرون بشأننا، ونصرّ على إخضاع أفعالنا جميعها لاستراتيجية تخضع لارتباطنا بردِّ فعل الآخر والحرص على إرضائه، من أجل تفادي أي رد فعل سلبي أو حكم غير مرغوب فيه، أو الحصول على تزكية واستحسان نكرّس الأنانية في أبهى صورها، لأن تعلقك بإرضاء الآخرين ليس في الحقيقة سوى إرضاء لنفسك فأنت هو الشخص الذي يريد أن يكون محبوبًا. وأنت مَن لا يريد أن يزعج أي شخص. أنت مَن يحرص على أن يبدو جيدًا في أعين الآخرين ويعمل ألف حساب لردود أفعالهم. أنت مَن يتهرّب من المواجهة. وأنت مَن اخترت إخفاء حقيقتك وامتنعت عن التعبير عن ذاتك الحقيقية. بقيامك بكل هذه الأشياء، إنما تخفي ذاتك، ومشاعرك الحقيقية عن الجميع وهذه قمة الأنانية.

ليتك تقتنع بأن ما يعتقده الآخرون بخصوصك ليس من شأنك، و أن أفعالك تخصك أنت وحدك، و أن الله وحده مَن يحاسبك عليها.. توقف إذًا، عن تشويه نفسك لتكون ما تعتقد أن الآخرين يودّون أن يروك عليه أو ينتظروه منك. وحاول، عوضا عن ذلك، أن تسترجع كل الوقت والطاقة اللذين تنفقهما على شعورك المفرط بالمسؤولية تجاه آراء الآخرين، أو في الاجتهاد في إقناعهم ونيل رضاهم. وركّز في المقابل، على أن تكون أنت كما أنت في الواقع، و أن تعبر عن ذاتك الحقيقية. ليكن لديك من الشجاعة ما يساعدك على وضع حد لخوفك مما يعتقده الآخرون بشأنك، وباختياراتك، ولخوفك من ردود أفعالهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.