الأربعاء، 22 مارس 2017

الرئيسية السر في نمط الحياة

السر في نمط الحياة

secret-of-lifestyle


٧٠٪ من الأمراض يمكن تجنبها بتعديل السلوك الغذائي وضبطه

د. فهد بن محمد الخضيري
استشاري الأبحاث الطبية
مستشفى الملك فيصل التخصصي

كُمعظم الأمراض ترتبط بنمط الحياة (النوم، والغذاء، والرياضة، وتناول مواد صحية، وتجنب المواد الضارة بالصحة). وأثبتت دراسات علمية أن ٧٠٪ من الأمراض يمكن تلافيها، بإذن الله، في حال تعديل السلوك الغذائي ونمط الحياة وضبطهما. ويبقى ٣٠٪ من الأمراض ذات علاقة بالوراثة والتقدم في السن (هرم الخلايا) والتهابات ميكروبية عرضية. ويمثل الغذاء ٥٠٪ من مفاتيح الصحة والبقاء. ولكن قد يكون الغذاء نفسه صحيًا. ولكن طرق تحضيره تجعله ضارًا. فمن أسباب زيادة الضرر في الغذاء القلي بالزيت، حيث يسبب تشرّب الغذاء المقلي بالزيوت المتأكسدة بسبب الغليان والضارة صحيًا وعالية السعرات، وكذلك الشواء إلى درجة الحرق تجعل الأسطح السوداء بالمشويات مليئة بالهيدروكربونات المسرطنة. وتتضرر بعض الأغذية بسبب الإضافات الصناعية (منكّهات وألوان صناعية ومواد حافظة ومثبتات طعم ومحسنات...) ومعالجة بعض الأطعمة قد تحولها إلى ضارة. أضف إلى ذلك سوء السلوك المصاحب لها، إما النوم الخاطئ بعد وجبة ثقيلة، أو تناول مواد ضارة أخرى (غير غذائية) كالتدخين. وقد تم ترشيح ١٠ عوامل إمراض خطيرة على الصحة لكل عامل درجة، فعندما تجتمع تلك العوامل العشرة أو أغلبها في شخص كان مرشحًا للمرض بنسبة أشد من غيره. وأهمها: التدخين، والوراثة، والسمنة، والإمساك، والكحول، والالتهابات الميكروبية، والخمول وقلة ممارسة الرياضة، وسوء التغذية (المتمثل في عكس الهرم الغذائي الصحي من حيث الإسراف في السكريات والدهون أكثر من الخضار والفواكه والألياف، والتقدّم في السن (هرم الخلايا) والقلق والإجهاد.

ففي بحث شامل للباحثين Colliver J و Malin H أكدا أن ما يقارب من ٦٠٪ من حالات الوفيات لمن هم قبل الستين تكون من أمراض لها علاقة بالكحول وتصل الحالات إلى ٩٠٪ في حالات خطيرة مثل تشمّع الكبد (تليّف الكبد وسرطانه)، وكذا فشل الكبد وتلف الخلايا البنكرياسية. وفي مجال التدخين فإن أكثر من ٩٠٪ من مرضى سرطان الرئة هم من المدخنين. وتصل نسبة سرطان الفم واللثة عند المدخنين إلى ما يقارب ٧٠٪ من إجمالي الحالات. ثم يأتي بعد ذلك سرطان المثانة القاتل رقم 4 بين المدخنين. وفي إحصائية أخرى ثبت أن الوفيات بسبب أمراض القلب عند المدخنين تصل إلى أربعة عشر ضعف الوفيات بالمرض نفسه عند غير المدخنين (أي من كل عشرة أشخاص ماتوا بسبب أمراض القلب ثمانية منهم مدخنون! وتزداد النسبة كلما كان المدخن مصابًا بالسمنة. وتساءل باحثون: ماذا سيحدث لو توقف الناس عن التدخين؟ فالجواب: سيغلق ما يقارب من ٨٠٪ من عيادات أمراض القلب الخطيرة مثل تصلب الشرايين، وتلف الصمامات، وكذا الأمراض المصاحبة لذلك مثل الجلطة، وانسداد الأوعية الدموية (بسبب تراكم بعض مكونات السيجارة واتحادها مع الكوليسترول وتكوين مادة صفراء صلبة القوام تترسب على جدران الأوعية الدموية فتسبب الانسداد). وتتكرر المشكلة نفسها في الأوعية الشعرية الهوائية الموجودة بالرئة، ما يسبب أمراضًا قاتلة أخرى غير السرطان مثل الأمفيزيميا، ومرض تمدد الرئة الذي يقتل نصف المدخنين الذين يتجاوزون الخامسة والستين من أعمارهم.

في دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية عام ٢٠٠١م وأخرى في اليابان أجريت دراسة (استرجاعية) على آلاف الحالات السرطانية التي سبقت الدراسة بعشر سنوات (خمسون ألف حالة) فوجد الباحثون أنها ذات علاقة بالتدخين والخمر والسمنة. وكانت النتيجة التي خلص إليها الباحثون أن وجود العوامل الثلاثة معًا (تدخين + خمر + سمنة) تتسبب في موت ما يقارب من ٧٠٪ من تلك الحالات. بينما توفي ٥٠٪ من الحالات من مجموعة أخرى اجتمع فيها الخمر مع التدخين.

هناك دراسات تربط بين الشلل الرعاش والمضاعفات المرضية الكثيرة التي يتعرض لها المدخنون بعد الستين من أعمارهم بسبب التأثير المتراكم للنيكوتين على الجهاز العصبي. وفي مجال الأمراض العصبية وأمراض المخ ثبت أن المخدرات سبب لقتل خلايا المخ وخلايا الجهاز العصبي وتدميرها، ما يسبب تلفًا خطيرًا في خلايا المخ والجهاز العصبي تعقبه أعراض صحية خطيرة مثل ثقل اللسان، والبلاهة، والغباء، ونقص التركيز الفكري، وهو ما يجعل ضحايا المخدرات لا يستجيبون للعلاج ويبقون بقية حياتهم على هذه الصفات الجسمية المعيقة لهم. وقد يورِّثون هذه الصفات لأطفالهم والأجيال الأخرى، لأن بعض هذا الخلل الوراثي يصل للمادة الوراثية. في المقابل نجد أن المتمسكين بالفضيلة والفطرة السليمة البعيدة عن تلك المحرّمات يستمتعون بصحة أفضل، وعمرًا أطول مفعمًا بالصحة والعافية والحماية من الأمراض والأسقام القاتلة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.