الخميس، 3 أغسطس 2017

الرئيسية الأطفال والسكري

الأطفال والسكري


Children-and-diabetes


تحديات منزلية ومدرسية

انخفاض الثقافة الصحية لدى الأسرة، وعدم وجود متابعة طبية في المدرسة، يمثلان التحدي الأبرز في متابعة الأطفال المرضى.

د. بادي العنزي استشاري الغدد الصم وسكري الأطفال


يعد سكري الأطفال مرضا مزمنا ناتجا عن ازدياد مستوى السكر في الدم، ويحدث عندما لا يستطيع الجسم إفراز الأنسولين نتيجة خلل مناعي ذاتي يعتقد أنه بسبب التهاب فيروسي أو جيني، وهو السكري من النوع الأول. وتشمل أعراضه التبول، والعطش، وزيادة الجوع، وفقدان الوزن. وفي الحالات الشديدة قيء ومغص. يتم التشخيص عندما يكون معدل سكر الصائم أكثر من 126 ملجم، والعشوائي أكثر من 200 ملجم، والتراكمي أكثر من 7%.

تحديات منزلية

يواجه الطفل المصاب بمرض السكري وأسرته بعض التحديات التي تتعلق أغلبها بالثقافة الصحية للأسرة ودورها في اكتشاف المرض. وتتمثل هذه التحديات في النقاط التالية:

  • التأخر في التشخيص بسبب عدم معرفة الأسرة بأعراض السكري، ودخول الطفل في حموضة الدم ما يعرض حياته للخطر. 
  • يحدث أحيانا خطأ في تشخيص السكري من قبل الطبيب. 
  • عدم توافر اختصاصية التثقيف السكري، أو اختصاصية التغذية العلاجية. 
  • نقص الدعم النفسي للطفل وعائلته. 
  • نظرة الشفقة من المجتمع لمريض السكري بأن هناك شيئا ينقصه صعوبة السيطرة على مستوى السكر في المنزل بسبب العادات الاجتماعية والمناسبات الاجتماعية. 
  • عدم إلمام الأسرة بالتعامل الصحيح مع طفل السكري في المنزل. 
  • عدم اتباع الحمية الغذائية المطلوبة، والإسراف في تناول الحلويات والعصائر. 
  • قلق الأسرة من مضاعفات المرض في المستقبل على النظر والكلى والأعصاب. 
  • لجوء الأسرة إلى الخلطات الشعبية والعطارين وتجار الأوهام لصرف خلطات عشبية. 
  • عدم قدرة الأسرة على تقبل المرض، والصدمة النفسية لحقيقة إصابة ابنهم به. 
  • فقدان الحماس مع الوقت لدى الأسرة واستسلامهم بعدم بذل الجهد اللازم. 
  • ترك الطفل ليأخذ إبرة الأنسولين دون إشراف الوالدين. 
  • عناد الطفل وعدم تقبله لنصائح الوالدين و إرشاداتهما. 
  • إصابة الطفل بالإحباط والملل بسبب طبيعة المرض المزمنة. 
  • خجل الأسرة أو الطفل من معرفة الآخرين بالمرض. 
  • عدم معرفة الأهل بالتعامل الأمثل مع الطفل في الحالات الخاصة مثل الرياضة، والسفر، والصيام. 
  • قلق الوالدين من إصابة إخوة المريض بالمرض نفسه. 
  • غيرة إخوة المريض بسبب الاهتمام الزائد به من قبل الأسرة. 
  • انعدام ثقافة الطعام الصحي في المجتمع، وانعكاس ذلك على الطفل المريض.

"يجب توفير مصادر للمعلومات الصحيحة لأسرة الطفل المصاب بالسكري من كتيبات ومطويات، وتسهيل التواصل مع الطبيب المختص للإجابة عن أي استشارة عاجلة"

يواجه الطفل في مرحلة المراهقة بعض التحديات الأخرى، ومنها عدم اهتمامه هو شخصيا بنصائح والديه و إرشاداتهما، وعدم اهتمامه بنظامه الغذائي الصحيح، فضلا عن شعوره بالخجل من معرفة زملائه و أقرانه بطبيعة مرضه، وإهماله في أخذ إبر الأنسولين بالشكل المطلوب، فضلا عن إهماله في قياس مستوى السكر بالدم ومتابعته بانتظام، وقلة المتابعة مع طبيب السكري واختصاصي التثقيف الصحي، فضلا عن هواجس إضافية تتعلق بخوفه من تأثير السكري في المستقبل على الزواج، والإنجاب، والصحة العامة. في هذه المرحلة هناك عدد من الاقتراحات والحلول التي يتوجب الاهتمام بها، ومنها زيادة جرعات الأنسولين بوساطة الطبيب، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية في مرحلة المراهقة، فضلا عن ضرورة الاهتمام بإعادة تثقيف المراهق والإجابة عن تساؤلاته المتعلقة بمرضه. كما أنه من المهم أن يحرص الطبيب على بناء علاقة صداقة بينه وبين المراهق المصاب بالمرض، وأن يوضح للمراهق أن مرضه ليس عائقا للزواج والإنجاب، كما أن المرض لن يمنعه من التخصص في المجال الذي يرغب فيه.

ومن الممكن أيضا أن يقوم الطبيب بشرح مضاعفات السكري و أهمية التزام المراهق بالجرعات والغذاء الصحي والمتابعة الدولية في العيادة، وفحص العيون، والأعصاب، والكلى بانتظام.

في المدرسة

يواجه طفل السكري تحديات أخرى في المدرسة أهمها عدم وجود متابعة طبية في المدرسة لمتابعة مستوى السكر وإعطاء الأنسولين، وعدم توافر جهاز قياس السكر أو إبرة الجلوكاجون لعلاج إغماء السكر في المدرسة، كما أن هناك نقصا في تدريب المعلمين والمشرفين على التعامل مع الحالات الطارئة مثل الإغماء أو التشنج، بسبب هبوط السكر وانتظارهم لحين وصول الأهل وعدم نقله إلى المستشفى. كما يعد بعض المعلمين طلب الطالب المصاب بالسكر بشرب الماء في الحصة أو الذهاب لدورة المياه نوعا من المشاغبة. بعض المعلمين يحرمون الطالب المصاب بالسكري من الأنشطة الرياضية خوفا عليه من الانخفاض في السكر. كما يتم التعامل مع الطالب السكري بشكل مميز وخاص وليس كبقية زملائه، وفي الوقت نفسه لا تتوافر الوجبات الصحية المناسبة للأطفال المصابين بالسكري.

يتوجب، بناء على هذا الواقع، توفير ممرض في كل مدرسة لقياس السكر وإعطاء الأنسولين والجلوكاجون عند الضرورة. وفي أثناء ممارسة الرياضة يجب على الطفل المصاب بالسكري تناول وجبة خفيفة قبل الرياضة، وعدم حرمانه من الأنشطة الرياضية، وتناول قطع الحلوى أو العصير في حال انخفاض السكر. كما يجب السماح للطالب بشرب الماء في الحصة، والخروج للذهاب إلى دورة المياه عند الضرورة، والتعامل مع الطالب مثل غيره من الطلاب وعدم تمييزه. عند ظهور أعراض الانخفاض مثل الدوخة والصداع، يعطى الطالب كوبا من العصير، ثم يقاس السكر بعد 15 دقيقة ويكرر إلى أن يرتفع السكر. وعند إغماء الطفل يعطى إبرة الجلوكاجون وينقل الطفل إلى المستشفى وعدم انتظار قدوم الأهل. أما الأهل فيجب توفير مصادر للمعلومات الصحيحة لأسرة الطفل السكري من كتيبات وبروشورات، وتسهيل التواصل مع الطبيب المختص للإجابة عن أي استشارة عاجلة، واتباع النظام الغذائي السليم في المنزل. وعلى وسائل الإعلام توعية المجتمع بطبيعة مرض السكري، والتصدي للعطارين الذين يبيعون الأوهام للمرضى المصابين. لابد، خلال السفر، من أخذ كمية كافية من الأدوية والمسحات والشرائط، وتقرير طبي عن الحالة. وفي حالات المرض يجب الاهتمام بقياس السكر كل أربع ساعات، والإكثار من السوائل، وقياس الكيتونات في البول. أما فيما يتعلق بالصوم، فيمكن للطفل المصاب الصيام مع قياس السكر بانتظام خلال ساعات النهار، وتعديل جرعات الدواء قبل شهر الصوم، والإفطار في حال انخفاض سكر.

البنكرياس الاصطناعي أمل جديد لعلاج السكري

أفادت دراسة أمريكية حديثة، أجراها باحثون بجامعة فرجينيا الأمريكية، بأن البنكرياس الاصطناعي الذي يضخ الأنسولين للجسم بشكل تلقائي، آمن وفعال للأطفال المصابين بالنوع الأول من مرض السكري. ولاختبار فاعلية البنكرياس الاصطناعي، راقب الباحثون مجموعة من الأطفال الذكور والإناث، المصابين بالنوع الأول من السكري تراوح أعمارهم بني 5 سنوات و 8 سنوات لمدة 68 ساعة. وتتبع الباحثون أيضا التحكم في نسبة السكر في الدم لدى الأطفال باستخدام نظام الرعاية المنزلية المعتاد وهي حقن الأنسولين اليومية.

وجد الباحثون أن نسب السكر في الدم بين الأطفال الذين استخدموا البنكرياس الاصطناعي كانت جيدة ولم يحدث انخفاض بها، بالمقارنة مع مجموعة أخرى من المصابين استخدموا الطرق التقليدية. وقال الباحثون إن الدراسة أظهرت لأول مرة، أن البنكرياس الاصطناعي يحافظ على مستويات السكر في النطاق المستهدف، أفضل من النظم الأخرى المعتادة في المنزل.

كانت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت في سبتمبر 2016 ، على طرح أول بنكرياس اصطناعي واستخدامه كلما احتاج المريض إلى ذلك، ما يسهل من عملية رعاية مرضى السكري من النوع الأول. ويراقب الجهاز الجديد مستويات الجلوكوز في الدم، بشكل تلقائي كل 5 دقائق، ويضخ الأنسولين للجسم تلقائيا أيضا كلما احتاج الجسم إلى ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.