الأربعاء، 22 مارس 2017

الرئيسية ضغط الدم

ضغط الدم

blood-pressure

مرض مزمن قد يؤدي إلى الإصابة بالصدمة الدماغية والذبحة الصدرية وأمراض الكلى

د. أسامة أحمد البشير 
استشاري أمراض قلبية 




لارتفاع ضغط الدم أو ما يعرف «بالضغط» من الأمراض الشائعة حيث يقدر أن حوالي 25 % من البالغين يعانونه بالمملكة العربية السعودية. وما يميز هذا المرض عن غيره من الأمراض الأخرى أن أغلب المصابين به لا يحسون بأي أعراض، وهذا يجعل كثيرًا من المرضى يتهاونون في أخذ العلاج، أو يأخذون العلاج فقط عندما يشعرون بأعراض قد تكون ناتجة عن ارتفاع ضغط الدم أو قد لا تكون ناتجة عنه. ومن هنا تبدأ الخطورة ويصبح غير مسيطر عليه، ويقوم بالتأثير بشكل سلبي في أعضاء الجسم المختلفة فيؤدي إلى تضخم عضلة القلب، ويساعد في تصلب الشرايين التي بدروها تؤدي إلى الجلطة الدماغية أو جلطة شرايين القلب، أو يؤثر في وظائف الكلي أو شبكية العين. 

وأشارت الابحاث إلى أن 90-95% من الحالات التي تعاني ارتفاع ضغط الدم ليس لها سبب محدد، ولكن هناك عوامل تؤثر في تفاقم المرض وتسمى عوامل الخطورة، وهذه تنقسم إلى نوعين: عوامل خطورة لا يمكن التحكم بها ومنها: الجنس، فأصحاب البشرة السوداء تزداد فيهم نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم أكثر من أصحاب البشرة البيضاء، وعامل الوراثة من العوامل التي لا يمكن التحكم بها، فهناك أسر يكون أفرادها معرضين للإصابة، كما أن السن عامل مهم حيث يزداد احتمال الإصابة بالضغط مع التقدم في العمر. أما عوامل الخطورة التي يمكن التحكم بها فهي: السمنة، وزيادة استخدام الملح في الطعام، وعدم ممارسة الرياضة، والضغط العصبي. 

تشير الأبحاث إلى أن أغلب مرضى ارتفاع ضغط الدم الذين تم تشخيص المرض لديهم وهم تحت العلاج يكون مستوى الضغط عندهم ما زال مرتفعًا وفوق المستوى المطلوب، وهذا ناتج عن عدم أخذ العلاج بانتظام أو عدم أخذ العلاج الكافي. وقد أثبتت الأبحاث أن 35 % فقط من المرضى يمكن السيطرة على ضغط الدم لديهم من خلال تعاطي دواء واحد، في حين أن 65 % من المرضى يحتاجون إلى أكثر من عقار حتى تتم السيطرة على ضغط الدم لديهم. وفي المتوسط يحتاج المريض إلى ثلاثة عقاقير حتى تتم السيطرة على الضغط. ومن خلال المراجعة المستمرة لقياس ضغط الدم يتم اكتشاف المرضى الذين يحتاجون إلى أكثر من دواء، فمراجعة الطبيب بانتظام لها فوائد أخرى إضافة إلى الوصول إلى المستوى المطلوب من الضغط وهو الاكتشاف المبكر لأي مضاعفات قد تنتج عن الضغط، حيث يتم بصورة دورية عمل الفحوص اللازمة مثل وظائف الكلى لاكتشاف أي خلل في وظيفة الكلى، وعمل تخطيط القلب، وتصوير القلب بالأشعة الصوتية للاكتشاف المبكر لتضخم عضلة القلب أو لاكتشاف وجود ضعف في عضلة القلب أو اختلال في ارتخاء عضلة القلب، وهي من المضاعفات التي تحدث نتيجة ارتفاع ضغط الدم، وكذلك يتم عمل فحص قاع العين لاكتشاف أي مضاعفات مبكرًا تنتج في شبكية العين. وقبل هذه الفحوص جميعها يكون هناك كشف سريري، وأخذ التاريخ المرضي، والاستماع لأعراض المريض عند حضوره للكشف الدوري، وكل هذا يساعد على الاكتشاف المبكر لأي مضاعفات ناتجة عن ارتفاع ضغط الدم. وهنا نعني اكتشاف أمراض مثل السكري وارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم، فهذه الأمراض قد يعانيها المريض لكن لا توجد لها أعراض وعند المراجعة الدورية وعمل الفحوص اللازمة يتم اكتشافها. وهناك فئة من مرضى الضغط تكون فائدة المراجعة الدورية لها مضاعفة وهم مرضى السكري الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم إضافة إلى إصابتهم بالسكري، حيث أثبتت الأبحاث أن علاج ارتفاع ضغط الدم هو أهم عامل في تقليل نسبة الوفاة بين مصابي السكر بسبب إصابتهم بالجلطة الدماغية أو الجلطة القلبية. فأهمية المحافظة على ضغط الدم تسبق المحافظة على مستوى السكر بالدم قرب الحد الطبيعي. وننصح بأهمية المراجعة الدورية ليس لمرضى ضغط الدم فقط بل لمن تجاوزوا سن الأربعين، فعليهم ضرورة قياس الضغط كل ستة أشهر للاكتشاف المبكر لهذا المرض. 

ويعتمد علاج ضغط الدم على الحمية والتمارين الرياضية مع ضرورة الابتعاد عن القلق الزائد والتوتر والعصبية، ولا بد من اتباع حمية، فمع فقد المريض للوزن الزائد، فإن ضغط الدم المرتفع يقل تلقائيًا، وتصاحب الحمية ضرورة تقليل الملح في الطعام. إضافة إلى أهمية ممارسة التمارين الرياضية كإحدى وسائل العلاج لأنها تساعد على فقدان الوزن الزائد. وهناك بعض المرضى بحاجة إلى الأدوية لتخفيض ارتفاع الضغط، والعديد من تلك الأدوية تعمل على التخلص من الملح والسوائل الزائدة بالجسم، وبعضها يعمل على حماية الأوعية الدموية من التصلب والضيق. والأدوية في معظم الحالات تقلل من ارتفاع الضغط، ولكن كل شخص يستجيب بشكل مختلف للعلاج، وربما يحتاج إلى وقت حتى يستطيع الطبيب التوصل لأفضل الأدوية المناسبة للمريض. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.