الأربعاء، 29 مارس 2017

الرئيسية أسس وتطبيقات العلاج المعرفي السلوكي

أسس وتطبيقات العلاج المعرفي السلوكي


Cognitive-Behavioral-Therapy


تعد جلسات العلاج النفسي التي تركز على الجوانب المعرفية والسلوكية وآليات الفكر الإيجابي أفضل أنواع علاجات الاكتئاب واضطرابات القلق.

د. أحمد بن نايف الهادي
استشاري الطب النفسي
جامعة الملك سعود


حينما يصاب الإنسان باضطراب نفسي مثل الاكتئاب أو القلق فهناك العديد من خيارات العلاج، منها الدوائي، والعلاج بالتحفيز الكهربائي أو المغناطيسي. نناقش هنا أحد هذه الخيارات وهو العلاج المعرفي السلوكي، الذي يعد نوعًا من العلاجات النفسية (العلاج بالجلسات النفسية). سمي بهذا الاسم لأنه يتضمن تقنيات وفنيات معرفية تتعامل مع الأفكار، وأخرى سلوكية تُعنى بالتصرفات والسلوك.

أنواع الاضطرابات

الاكتئاب هو أول مرض نفسي تمت معالجته بالعلاج المعرفي السلوكي، وكان هذا في الستينيات الميلادية من القرن الما ضي. توالت بعدها الدراسات ليصبح العلاج المعرفي السلوكي أكثر نوع من أنواع العلاجات النفسية من حيث عدد الدراسات التي أثبتت فاعليته في علاج العديد من الأمراض النفسية. يعد العلاج المعرفي السلوكي أفضل أنواع العلاجات النفسية للاكتئاب واضطرابات القلق بأنواعها والتي تشمل: اضطراب القلق العام، الرهاب الاجتماعي، الوسواس القهري، اضطراب الهلع، رهاب الأماكن المفتوحة والرهاب المحدد، اضطراب كرب ما بعد الصدمة. هناك اضطرابات أخرى يعد هذا النوع من العلاج مكملاً وليس أساسيًا ومنها:

اضطراب الفصام، الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، اضطرابات الإدمان، اضطرابات الأكل (فقدان الشهية العصابي والشره العصابي)، المشاكل الزوجية، المشاكل السلوكية في مرحلة المراهقة، التبول غير الإرادي.

الفئة العمرية

فئة البالغين (18 سنة إلى60 سنة) هي أكثر من ي ستفيد من هذا العلاج. ويمكن تعديل فنيات العلاج لتتلاءم مع الفئات العمرية الأخرى مثل الأطفال والمراهقين وكبار السن. فمثلاً: عند استخدام العلاج المعرفي السلوكي مع الأطفال ما دون سن العاشرة يتم الاعتماد كثيرًا على الفنيات السلوكية وقليل من المعرفية، وذلك لعدم اكتمال القدرات المعرفية في هذا العمر.

كيف يعمل؟

حياة الإنسان تتألف من أحداث ومواقف، وهي ما تسبب لنا المشاعر والأحاسيس. ويترتب على ذلك سلوكيات وأفعال وتصرفات نقوم بها. العلاج المعرفي السلوكي يؤمن بأن الأفكار هي التي تسبب المشاعر والسلوك وتتحكم فيها. لنأخذ مثالاً على ذلك:

استدعى مدير المدرسة طالبين في صف واحد، أحدهما شعر بالفرح، والآخر أصابه القلق )الموقف واحد ولكن ردة الفعل اختلفت، لماذا؟! (كانت الفكرة التي خطرت ببال الطالب الذي شعر بالفرح: «أن المدير سيكافئه على تفوقه في مباراة الأمس»، في حين كانت الفكرة التي خطرت ببال الآخر: «أن المدير استدعاه بسبب شجار زميليه في الصف بالأمس ولماذا لم يخبر المدير بما حصل». هذا مثال بسيط عن كيفية تأثير الأفكار في المشاعر والسلوك، فنجد أن أكثر من شخص يمر بالموقف نفسه ولكن ردة الفعل تختلف. إذًا ليس الحدث أو الموقف هو المسؤول عن نوعية المشاعر التي نشعر بها والتصرفات التي نقوم بها، ولكنها الأفكار التي تخطر ببالنا ونستجيب لها، وطريقة رؤيتنا للموقف.

مدة العلاج وكيفيته

العلاج يكمن في جلسات نفسية تستغرق كل منها ما بين 40 دقيقة إلى 50 دقيقة مرة واحدة في الأسبوع. ويبلغ عدد الجلسات ما بين 12 جلسة إلى 20 جلسة تزيد أو تنقص تبعًا لحالة المريض. يقوم المعالج بتعليم المريض فنيات وأدوات وتقنيات للتعامل مع الأفكار المشاعر والسلوك، ويطلب منه ممارستها خلال أيام الأسبوع وهو ما يسمى بـ (التمارين أو الواجبات). يقوم المريض بدور كبير وفعال في العملية العلاجية، ويتعاون هو والمعالج في أداء هذه المهمة كفريق واحد. الهدف النهائي من العلاج أن يصبح المريض متمكنًا من الفنيات والمهارات العلاجية، بحيث يستطيع استخدامها دون مساعدة المعالج، والاعتماد على نفسه تمامًا في المستقبل.

هل هناك سلبيات؟

يقضي المعالج والمريض معًا ما يقارب 15 ساعة، وهو ليس بالوقت القليل، فإذا لم تتم الاستفادة من هذا الوقت كما يجب فهو حتمًا إضاعة للوقت والجهد. لا توجد حتى الآن أبحاث تدل على أن هناك سلبيات أو أعراضا جانبية. للحصول على هذا النوع من العلاج يجب أن تناقش هذا الأمر مع طبيبك النفسي أو الاختصاصي النفسي فهما أفضل من يستطيع إفادتك في هذا الجانب. إن لم تستطع الوصول لأحدهما فناقش الأمر مع طبيب الأسرة، و سيساعدك على الحصول على هذا النوع من العلاج الذي غالبًا ما يتوافر في العيادات النفسية في أقسام الطب النفسي في المستشفيات والعيادات الخاصة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.