الأربعاء، 29 مارس 2017

الرئيسية الأركان السبعة لصحة القلب

الأركان السبعة لصحة القلب

heart-health


د. خالد النم
استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي والطبقي للقلب

لقد جعل الله الشمس والقمر بحسبان، ورفع السماء ووضع الميزان، وعلّم الإنسان عدد السنين والحساب، وطلب منه أن يتفكر في خلق السماوات والأرض لكي يعلم أن الإتقان في هذا الكون لا يحدث مصادفة، ولابد له من خالق عليم خبير، بل وطلب منه أن يتفكر فيما هو دون ذلك بكثير وهو خلق الإنسان فقال سبحانه: "وفي أنفسكم أفلا تبصرون".

القلب هو ذلك العضو الذي يعلن الحياة عندما يبدأ النبض في قلب الجنين في اليوم الثاني والعشرين بعد إخصاب البويضة، وهو الدليل المادي الأول على وجود الحياة في الكائن البشري (عندما يكون طول الجنين حوالي 3 ملم). وتوقف ذلك النبض نهائيًا هو الدليل المادي الأقوى على الوفاة الكاملة لذلك المخلوق الذي خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وكرّمه وجعل له الأرض ذلولاً.

خلال تلك الحياة التي متوسطها تقريبًا سبعون سنة تزيد أو تنقص قليلاً حيث يعمل القلب ليلاً ونهارًا خلال اليقظة، وخلال النوم خلال الراحة، وخلال النشاط، حتى لو أنه تأخر لثلاث ثوان لسقط الإنسان مغشيًا عليه وفاقدًا للوعي. ولو توقف 5 دقائق كاملة لتوفي الإنسان إذا لم يتلقَ الإنعاش القلبي في الوقت المناسب حسب ما سنّه الله من قوانين في هذا الكون. وإذا كان أغلى ما لدى الإنسان صحته، فإن الصحة في بني آدم تمشي بقوانين وضعها الله في جسمه، لا تجامل مؤمنًا ولا كافرًا ولا برًا ولا فاجرًا. من أخذ بهذه الأسباب سلم، ومن فرط فيها فعليه أن يتحمل عواقب ذلك دون استثناء. كما ذكرنا فإن أهم أعضاء جسم الإنسان هو القلب، ولذلك فلابد من مقاييس معينة يمكن للإنسان أن يتابعها، ويضمن إلى حد كبير وقايته من أمراض القلب، وعدم رجوع إصابته بتلك الأمراض مرة أخرى إن كان قد أصيب بها من قبل. وهذه المقاييس تسمى الأركان السبعة لصحة القلب، وسنستعرضها فيما يلي:


مقياس السكر


في الإنسان الطبيعي عند استيقاظه من النوم (صائمًا ثماني ساعات) يجب أن يكون السكر لديه أقل من 100 ملغ في الديسيلتر الواحد، وإذا كان 126 أو أكثر فيشخص أن لديه مرض السكري سواء أكانت لديه أعراض أم لا! ويدعم ذلك التشخيص بقوة أن يكون المعدل التراكمي للسكري خلال الثلاثة أشهر الماضية أكثر من أو يساوي 6.5 %، ولكنه ليس شرطًا في التشخيص. أما إذا كان بين 100 إلى 125 فيصبح المريض لديه قابلية للسكر وليس مصابًا بمرض السكر. ومفهوم القابلية للسكر مهم لأنه يعطي تحذيرًًا مهمًا للشخص أن أسلوب حياته الغذائي والصحي لا يمشي في الطريق الصحيح، وأنه إن استمر في المنوال الغذائي نفسه، والخمول وعدم الرياضة فاحتمالية إصابته بالسكر مرتفعة خلال السنتين القادمتين في حدود %50، والعكس صحيح. فإن نظم غذاءه وأنقص وزنه واهتم بالرياضة فتنزل النسبة إلى حد كبير.


مقياس الضغط الشرياني


في الإنسان الطبيعي يجب ألا يزداد الضغط الشرياني عن 140 على 90 في غالب قياسات يومه خلال النهار، وألا يزيد خلال فترة النوم عن 90 ملم من الزئبق في أغلب مراحل النوم (75 % على الأقل). بمعنى أن يكون أقل من ذلك في أغلب ساعات تلك الفترة من اليوم، وما زاد على ذلك فقد يسبب قصور القلب الكلي وجلطات الدماغ. وهناك مفهوم مهم في التوعية الصحية هو «حالة ما قبل الضغط» وهي أن يكون الضغط خلال النهار من 120 إلى 139 في حال الاستيقاظ في الضغط الانقباضي، ومن 80 إلى 89 في الضغط الانبساطي. وهذه المرحلة تمامًا كما في حالة ما قبل السكر تحذر المريض من أن الاستمرار على نمط حياته الغذائي وعدم الرياضة يعرضه للإصابة بمرض الضغط، ولكن تعديل ذلك النمط يمنع حدوثه. وانتشار مرحلة ما قبل الضغط محليًا هي في حدود 40% ما يدل على أهمية نشر الوعي الصحي عن هذا المفهوم.


مقياس قوة ضخ القلب


إن المقياس الطبيعي في الإنسان يجب ألا تقل قوة ضخ عضلة القلب عن 55 %، فإذا قلت عن ذلك فذلك ما يسمى ضعف عضلة القلب، وذلك إما أن يكون بسبب تضيق شرايين القلب، أو الصمامات، أو ارتفاع الضغط المزمن غير المتحكم فيه، أو التهابات فيروسية، أو أمراض مناعية.


مقياس الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية


في الإنسان الطبيعي يجب ألا يتعدى الكوليسترول الضار (البروتين الدهني منخفض الكثافة) 160 ملغ في الديسيلتر. أما من كان لديه جلطة سابقة أو ثبت تضيق شرايينه التاجية حتى وإن لم تكن لديه أعراض يشتكي منها فيجب ألا يتعدى 70 ملغ في الديسيلتر. وهناك أسباب متعددة لارتفاع الكوليسترول منها الوراثي، وضعف الغدة الدرقية، وزيادة زلال البول بسبب أمراض الكلى، واحتباس السائل المراري من الكبد بحصى المرارة، وعدم التحكم في السكري وأنواع من الأدوية. أما الدهون الثلاثية في الإنسان الطبيعي فيجب ألا تزيد على 150 ملغ في الديسيلتر. وهناك أسباب متعددة لارتفاع الدهون الثلاثية منها: السمنة المفرطة، ومرض السكري، وبعض الأدوية الفيروسية مثل أدوية مرض الإيدز، وبعض أدوية الضغط، وحبوب منع الحمل، وضعف الغدة الدرقية، وتناول الكحوليات.


الغذاء الصحي والابتعاد عن التدخين


يشمل الغذاء الصحي الإكثار من الفواكه والخضراوات، والابتعاد عن الدهون الحيوانية المشبعة والدهون المتحولة. وكذلك الابتعاد عن التدخين، والكحوليات، والمواد المخدرة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.