الخميس، 7 نوفمبر 2019

خناق النوم


وسائل علاجية فاعلة
يصيب الرجال أكثر من النساء، وتتنوع أساليب علاجه بين استخدام الاجهزة الطبية المساعدة، أو إجراء العمليات الجراحية.

أ. د. سراج عمر ولي 
استشاري أمراض الصدر وطب النوم مدير مركز طب وبحوث النوم مستشفى جامعة الملك عبدالعزيز

النوم
خناق النوم

يعرف بانقطاع التنفس أثناء النوم أو يعرف بُخَّناق النوم علميا بتوقف انسياب الهواء عبر المجرى العلوي للجهاز التنفسي (البلعوم). وتتسبب متلازمة انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم في نوبات متكررة من توقف النَفس، وتستمر كل نوبة منها مدة عشر ثوان فأكثر، وبمعدل خمس مرات في الساعة الواحدة.

خلال نوبة انقطاع التنفس ينخفض معدل تشبع الأكسجين في الدم تحت المستوى الطبيعي، قبل أن تنتهي في العادة كل نوبة بصوت شخرة عالية، قد تؤدي إلى الاستيقاظ من النوم بصورة متكرر. ويصيب خَّناق النوم الرجال أكثر من النساء بنسبة 1:2، وعلميا يصيب من 5 %إلى 15 %من أفراد المجتمع.

كيف يحدث؟

ترتخي جميع عضلات الجسم خلال النوم بما في ذلك عضلات البلعوم، بل تفقد كامل قوامها أو توترها الطبيعي في فترات النوم العميق. وفي حالات مرضى خَّناق النوم فإن عضلات الحلق ترتخي بصورة أكبر من الطبيعي ما يجعل أنسجة البلعوم تتدلى وتعمل على تضييق مجرى الهواء العلوي مانعة مرور الهواء من خلاله، لينتج صوت الشخير واختناق النوم. 

أعراض خناق النوم

تتعدد أعراض خَّناق النوم، ويأتي الشخير في مقدمتها، إضافة إلى كثرة النعاس في ساعات النهار، إذ يضطر المريض إلى النوم في أوقات غير طبيعية أثناء العمل، أو خلال قيادة السيارة. كما أنه يتسبب في حدوث الأرق خصوصا عند السيدات. 
يتسبب خناق النوم أيضا في قلة التركيز، وضعف الذاكرة، والشعور بالإحباط، وسرعة الغضب، وزيادة التوتر والقلق. وقد لا يدرك الشخص هذه الأعراض أو قد يقلل من أهميتها، لكن عادة ما يلاحظ الآخرون تغيرات في سلوك المريض تدفعهم إلى محاولة إقناعه بزيارة الطبيب. 

مخاطر مرضية

المصابون بهذه المتلازمة هم عرضة بصورة أكبر للحوادث المرورية بنسبة تصل إلى سبعة أضعاف مقارنة بغيرهم، كما أن المرض يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، وهذا ما أثبتته الأبحاث الطبية لدى نحو 50 %من المصابين. كما يتسبب المرض أيضا في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ قد يقود تأخر التشخيص وإهمال العالج على مدى سنوات إلى حدوث مضاعفات لا تحمد عقباها مثل الذبحة القلبية، وقصور عضلة القلب، أو الإصابة بالسكتة الدماغية. 

العلاج

من التوجيهات الصحية الموجهة للمصابين عموما تخفيف الوزن، وتجنب تناول الأدوية المنومة ، وتناول علاجات مضادات الهيستامين عند الحاجة بحذر. كما يُنصح بالنوم على أحد الجانبين، ويفضل الأيمن كما في السَّنة النبوية، وتجنب النوم على الظهر. وهناك عدد من العلجات المتخصصة تتضمن الآتي:

استخدام أجهزة الضغط الإيجابي المستمر (CPAP) 
تعد هذه الأجهزة العلاج المثالي لمرضى انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم. ويجري ذلك عن طريق جهاز ضاغط للهواء، حيث يقوم بضخ الهواء ليندفع بدوره عبر مجرى الأنف ومنه إلى مجرى الهواء العلوي أو البلعوم. فيؤدي هذا إلى جعل الضغط داخل مجرى الهواء إيجابيا بانتظام أثناء الشهيق والزفير مقارنة بالضغط الجوي، مبقيا بذلك مجرى الهواء مفتوحا أثناء النوم دون انسداد، ما يسمح للشخص بالنوم والتنفس بصورة طبيعية. ويعد هذا العالج أكثر العلاجات الطبية فاعلية لمرض انقطاع التنفس أثناء النوم. 

أجهزة الفم الطباقية لتوسيع الممر الحلقي

- وظيفة هذه الأجهزة الفكية توسيع مجرى الهواء العلوي عن طريق دفع الفك السفلي أو اللسان إلى الأمام بعيدا عن جدار البلعوم الخلفي. بالإضافة إلى فاعلية هذا النوع من العالج في معالجة الشخير، فقد أشارت التقارير إلى فاعليته في معالجة خَّناق النوم في الحالات البسيطة أو متوسطة الشدة.
- تساعد مجموعة متنوعة من الأجهزة مثل الجبائر الأنفية وصمامات الزفير وأشرطة الذقن في علاج الشخير وخَّناق النوم البسيط على الرغم من أن الدراسات لا تزال محدودة في هذا الإطار، وغالب تجربة مثل هذه الأجهزة قبل أن يطلب المريض المشورة الطبية.

التدخل الجراحي
جراحة الأنف: قد تساعد هذه الجراحة على فتح مجرى الهواء، وضمان استمرارية التنفس أثناء النوم دون انقطاع. ومثال على ذلك تقويم اعوجاج الأنف، واستئصال الزوائد اللحمية. 
التقويم الجراحي لشكل اللهاة والحنك والبلعوم: تعتمد هذه العملية على استئصال اللوزتين واللهاة، وجزء من مؤخرة سقف الحلق الرخوي المتصل باللهاة، وبالتالي يتم توسيع البلعوم، وهو علاج فعال للشخير لكن ليس لخَّناق النوم عموما.

- علاج الليزر لتقويم شكل الحنك والبلعوم: حيث يقوم الجراح بإزالة اللهاة وجزء من سقف الحلق الرخوي الملتصق بها فقط، وعلى فترات تصل إلى 7 جلسات بواسطة تقنية الليزر. وكذلك تقويم الحنك في عملية تعتمد على استخدام الموجات الكهرومغناطيسية لتوسعة مجرى الهواء العلوي. هذه العمليات مفيدة أيضا في علاج الشخير، لكن تأثيراتها في عالج خناق النوم محدودة أيضا.

- هناك عدة عمليات جراحية أكثر تعقيدا لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم تشمل عظام الوجه أو عظام الفكين، خصوصا لمن يعاني صغر الفك السفلي أو تأخر نموه. هذه العملية ناجحة جدا حال اختيار المريض المناسب لها. وفي كل هذه الحالات يتعين على المريض استشارة الطبيب قبل الإقدام على أي من العمليات الجراحية المذكورة. 
- يستخدم في كثير من الحالات محفز عصب تحت اللسان، عن طريق زرع جهاز منبه عصبي لتنشيط عضلات اللسان لفتح البلعوم. وهذه استراتيجية علاجية جديدة، ولها دور فعال في علاج مرضى بعينهم من مرضى خَّناق النوم.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.