الأحد، 12 مارس 2017

الرئيسية آلام الظهر

آلام الظهر

backache



آلام الظهر .. آخر العلاج الليزر

وجود ضغط على العصب الرابع القطني يؤدي إلى حدوث ألم في أسفل الظهر


دومينيك باتوند. ضياء الحاج حسين
إستشاري أمراض الروماتيزم

تتكون فقرات العمود الفقري من حلقة خارجية من الألياف بداخلها مادة جيلاتينية. ويطلق مسمى الديسك لدى وجود فتق في فقرة من الفقرات القطنية الرابعة والخامسة والعجزية الأولى.

من أهم علامات الديسك عدم إمكانية ثني مفصل الورك عند استقامة الطرف السفلي. ويزداد الألم إذا جلس المريض، أو إذا وقف طويلاً، أو بعد السعال أو العطاس بسبب ارتفاع ضغط الدم في الأوردة. ويشعر المريض بتيبس في العمود الفقري نتيجة تقلص العضلات.

يحدث الانزلاق الغضروفي نتيجة حركة مفاجئة غير محسوبة، مثل رفع أثقال بطريقة خاطئة، ويمكن أن يحدث في منتصف العمر لشاب نتيجة كحة شديدة، أو عطسة مفاجئة. ويذهب بعضهم إلى أن الضعف في نسيج الغضروف قد يكون وراثيًا، وكذلك الاستخدام السيئ والخاطئ للعمود الفقري، أو الوزن الزائد، وكذلك عدم ممارسة الرياضة، فيؤدي إلى ألم حاد نتيجة ضغط على العصب الوركي (عرق يمتد من الورك إلى الكعب) بسبب انزلاق غضروفي أو الضغط على العصب لأي سبب. فمثلاً وجود ضغط على العصب الرابع القطني يؤدي ذلك إلى حدوث ألم في أسفل الظهر وينتشر إلى منطقة الفخذ، أو جزء من الساق، مع حدوث تنميل وخدر في هذه المناطق. وغالبًا يكون الألم على جانب واحد إلا إذا ضغط الغضروف المنزلق على العصب الوركي للساقين، ما يؤدي إلى ضعف حركة القدم وضعف العضلة رباعية الرؤوس وخدر الساق من الداخل. لكن عند وجود ضغط شديد على العصب القطني الخامس يحدث ما يسمى سقوط القدم وفقد الإحساس بها، ما قد يؤدي إلى سقوط الحذاء دون أن يشعر. والضغط على العصب العجزي الأول يُحدث فقد الاستجابة العصبية لمفصل الكاحل، أو ضعف حركات القدم إلى الخارج، أو فقد الإحساس بالقسم الخارجي للقدم، أو ضعف عضلات الورك.

يتحسن ألم الظهر الحاد في %90 من الحالات خلال شهر، و%60 من الحالات تتحسن خلال أسبوع. حتى ألم الظهر الناتج عن الانزلاق الغضروفي يمكن أن يتحسن خلال 6 أسابيع حينما ينكمش الغضروف البارز، وأيضًا في %5 من الحالات قد يستمر الألم ويصبح ألمًا مزمنًا. لذا يحتاج %10 فقط من الذين يشتكون من ألم الظهر الحاد إلى فحوصات خاصة مثل أشعة الرنين المغناطيسي، ولكن نحتاج إلى استعمالها في حالات السقوط من مكان مرتفع وذلك لاستبعاد حدوث كسور.

العامل الأهم في علاج ألم الظهر هو إراحة الظهر لمدة لا تتعدى يومين لتجنب ضعف العضلات وفقد الكالسيوم من العظام، وزيادة ألم الظهر، ثم يبدأ المريض بممارسة تمارين رياضية (الأيروبيك) لتقوية عضلات الظهر، والمشي لمسافة قصيرة، واستعمال الدراجة والسباحة.

أما عن العلاج الطبيعي المستخدم فهو: برنامج لتقوية العضلات والأربطة وزيادة مرونتها واستخدام الحرارة. ويمكن استخدام التيار الكهربي لتخفيف الألم، وتنشيط الدورة الدموية في الأنسجة العميقة، أو العلاج بالماء، والتنبيه الكهربي للأعصاب والتدليك. ويمكن استعمال بعض الوسائل العلاجية مثل الشد، وذلك باستخدام أدوات خاصة، والمعالجة اليدوية وهو علاج يدوي، وذلك بوضع قوة معينة على الظهر لتعديل وضع العمود الفقري.

من الوسائل التي تستخدم «إلكيروبراكيتك»، وهو علم ممارسة التحريك اليدوى، ويسمى «الإرجاع الموضعي للفقرات» وهي حركة سريعة وغير مؤلمة للقيام بتصحيح استقامة الفقرات ومن ثم تصحيح وظيفتها. ويهتم هذا الأسلوب العلاجي بعلاج اضطرابات الفقرات العنقية، وبعض حالات الدوار، والصداع، واضطرابات الفقرات الصدرية التي تشمل آلام الفقرات والأعصاب، وكذلك الآلام المصاحبة للانزلاق الغضروفي، بالإضافة إلى علاج اضطرابات الفقرات القطنية وعرق النسا. والوظيفة الأساسية لاستخدامات «إلكيروبراكيتك» العمل على إزالة الأعراض العصبية، ما يجعل الجسم أكثر استعدادًا ونشاطًا في أداء وظائفه بسهولة، ومن ثم أكثر مقاومة للألم. وللأسف، فإن بعضهم يعتمد على أخذ الأدوية التي في معظمها لها آثار جانبية على المعدة والكلى، لذلك لابد من استشارة الطبيب. ويعد التدخل الجراحي هو آخر الحلول لعلاج آلام الظهر إلا في الحالات الحرجة التي تستدعي التدخل الجراحي الفوري.

ونظرًا لبعض التأثيرات الجانبية للأدوية المستخدمة لعلاج ألم الظهر مثل المسكنات والمرخية للعضلات، وتركيز كثير من الأطباء على النواحي الجسدية دون الأخذ في الحسبان الناحية الروحية فقد ظهرت دعوات لاستعمال الطب المكمِّل مثل العلاج بالضغط، والإبر الصينية، والليزر. وقد تبين أن أكثر من يراجع عيادة الإبر الصينية هم المصابون بالآلام العضلية والعظمية، حيث ظهرت فعالية الإبر الصينية في علاج ألم الظهر المزمن.

يكون العلاج بالليزر عن طريق موجات منخفضة من الليزر، وقد استعمل في علاج عدة أمراض عصبية وعضلية ومفصلية مثل: متلازمة ضغط العصب المتوسط، وألم الرقبة، وأسفل الظهر. في عام 2002 أعلنت منظمة التغذية والأدوية الأمريكية (FDA) عن عدم وجود آثار جانبية تذكر لهذه الطريقة، لكون طبيعة الأشعة التي تستعمل منخفضة، ولا تؤدي إلى تسخين المنطقة المعالجة، ومن ثم لا تسبب أي ضرر موضعي في الأنسجة الحية.

إن لتطبيق هذا النوع من العلاج في أمراض الروماتيزم عدة فوائد منها: تسكين الألم نتيجة لازدياد تحرير مادة الأندورفين من الجسم (والمعروف بخاصيته المسكنة والتي تتجاوز قدرة المورفين بعشرة أضعاف)، بالإضافة إلى ازدياد مادة السيروتونين المهدئة والمرخية للعضلات المشدودة، وتثبيط عمل المستقبلات الحسية الخاصة بالألم. كما أنه يعمل على تقوية استجابة الجهاز المناعي عن طريق زيادة نشاط الخلايا اللمفاوية. وأخيرًا فإن لليزر فوائد في تحريض مناطق الإبر الصينية، أي أنه يمكننا الاستفادة أكثر عند استعماله مع الإبر الصينية.

أما عن الكي فلا أنصح به، لأنه قد يكون موضعيًا ويميت العصب، ما يؤدي إلى فقدان الإحساس بالألم في المنطقة التي تعرضت للكي، وأحيانًا يستمر مكانه مفتوحًا وينزف لفترة طويلة، خصوصًا المصابين بالسكري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.