الأحد، 12 مارس 2017

الرئيسية إلتهاب الأذن الوسطى عند الأطفال

إلتهاب الأذن الوسطى عند الأطفال

Children-Otitis-Media


التهاب الأذن الوسطى هو الأكثر تشخيصًـا في عيادة أطباء الأطفال والسبب الأكثر شيوعًـا لوصف المضادات الحيوية

د. أحمد مصطفى الحلاق
استشاري طب الأطفال والعناية المركزة

أثبتت الإحصاءات أن معدل ٦٠٪ إلى ٨٠٪ من الأطفال يصابون بالتهاب الأذن الوسطى على الأقل مرة خلال السنة الأولى، وترتفع هذه النسبة إلى ٨٠٪ و٩٠٪ بحلول السنتين الثانية والثالثة.

تقسم الأذن عند الإنسان إلى ثلاثة أقسام أساسية مع بعض الاختلاف في نضوج بعض الأجزاء عند الأطفال، وهي: الأذن الخارجية، والوسطى، والداخلية. يُعرّف التهاب الأذن الوسطى بأنه عدوى يمكن أن تسبب ألمًا في الأذن إضافة إلى الحمى وضعف السمع. وغالبًا ما تحدث بعد الالتهابات الفيروسية في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي المعروفة بنزلات البرد أو الإنفلونزا، ما يؤدي إلى تراكم السوائل في الأذن الوسطى وراء غشاء الطبلة ومن ثمَّ يضغط عليها، الأمر الذي يؤدي الى انتفاخ الغشاء ويسبب الآلام. بعض الأطفال يصابون بالتهابات الأذن بشكل متكرر. يتم تعريف التهابات الأذن المتكررة إلى ثلاث إصابات أو أكثر في ستة أشهر، أو أربعة التهابات أو أكثر في غضون ١٢ شهرًا.

الأسباب المباشرة لالتهاب الأذن


مسببات التهاب الأذن الوسطى تكون إصابات بكتيرية أو فيروسية. وفي الغالب هي عدوى مشتركة بين البكتيريا والفيروسات. أما أعراض هذا الالتهاب لا تكون عادة واضحة للأهل عند الأطفال الرضع والأطفال الصغار. يجب على الأهل الأخذ في الحسبان هذه الأعراض على محمل الجد لتجنب أي مضاعفات لهذا المرض. وتشمل الأعراض: الحمى, وشد الطفل لأذنه، وقلة نشاط الطفل عن المعتاد، وقلة الشهية للطعام، وعدم تناول القدر المعتاد من الطعام، ومن الممكن أن تكون على شكل قيء أو إسهال. أما في الأطفال الأكبر سنًا فغالبًا تكون الأعراض أكثر وضوحًا كألم الأذن أو نقصان في السمع أو فقدانه مؤقتًا.

طريقة العلاج


يعالج الأطباء هذه الالتهابات بالمضادات الحيوية كونها تقتل البكتيريا المسببة ولكن لا يلجؤون إلى هذه الأدوية على الفور، وذلك لأن جزءًا من مسببات هذه الالتهابات هي فيروسية (وليست بكتيرية) والمضادات الحيوية لا تقتل الفيروسات وهي خاصة فقط للبكتيريا. ومن هذا المنطلق يمكن اتباع أسلوب المراقبة والعلاج الداعم لمثل هذه الالتهابات الفيروسية وتتضمن: مسكنات الألم و خافض الحرارة و الراحة البدنية والإكثار من السوائل لتجنب الجفاف. وعادة ما يصف الأطباء المضادات الحيوية لعلاج التهابات الأذن عند الرضع والأطفال الذين تقل أعمارهم عن السنتين. أما الأطفال الأكبر سنًا يمكن اتباع طريقة المراقبة والعلاج الداعم لمدة يوم أو يومين قبل محاولة المضادات الحيوية إذا كان الطفل يتمتع بصحة جيدة بشكل عام وأعراض الألم والحمى ليست شديدة حسب تقييم الطبيب المعالج.

طالما نتساءل عن وجود الكثير من الأنواع و الأسماء من المضادات الحيوية في الصيدليات، وعن سبب وصف الطبيب لدواء عوضًا عن آخر. هنالك عدة عوامل مهمة تؤخذ في الحسبان من قبل الطبيب المعالج عند كتابة العلاج من أهمها- على سبيل الذكر لا الحصر: مكان العضو المصاب، فليس جميع الأدوية تناسب أي عضو من أعضاء الجسم، فهناك مضادات متخصصة لعلاج التهابات الأذن أو الجهاز الهضمي أو الجهاز العصبي. ومن العوامل أيضًا نوع العدوى، فالمضادات الحيوية جعلت خصيصًا لقتل البكتيريا وليس لها فاعلية على الفيروسات. ويلعب نوع البكتيريا المسبب للمرض دورًا في اختيار المضاد الحيوي. فهناك مضادات خاصة لمجموعات معينة من البكتيريا وهي غير فاعلة على مجموعات أخرى. وعوامل أخرى مرتبطة بالتاريخ المرضي للمريض، وفي حال إذا كان المريض يأخذ عقارًا آخرًا فتكون عوامل ذات صلة بالتفاعلات الكيميائية بين الأدوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.