الأربعاء، 29 مارس 2017

الرئيسية شاب عمره 400 سنة

شاب عمره 400 سنة

 a-400-year-old-man

د. م. عصام أمان الله بخاري
ألا ليت الشباب يعود يومًا ، فأخبره بما فعل المشيب ..

ينسب البيت أعلاه إلى أبي العتاهية، وبعضهم ينسبه إلى محمد بن عبدالملك الزيات. وأيًا كان القائل فقد لا تفهم الأجيال البشرية في القرن المقبل معنى هذا البيت، لأن الجميع على هذا الكوكب قد يكونون إما شبابًا أو أطفالاً، وقد يختفي البشر الذين يعيشون في حالة الكهولة تمامًا. في الواقع، تشير نتائج الأبحاث إلى أنه ومع تطور العلم فقد يغدو من الممكن أن يعود المرء للشباب بعد أن يهن العظم، ويشتعل الرأس شيبًا. كيف ذلك؟

قبل سنوات عدة زرت معامل جامعة طوكيو للتقنية وتناقشت مع باحث ياباني يدرس عملية الشيخوخة و أثرها في الخلايا، وما هي المواد التي يمكن أن نستخدمها لنوقف عملية الشيخوخة. بكلمة أخرى مع كبر السن ومرور الزمن تأخذ جلودنا و أعضاؤنا في التحول والتغير نتيجة شيخوخة الخلايا المكونة لها. ولكن إذا استطعنا إيقاف هذه العملية على مستوى الخلايا فقد يسهم ذلك في الحفاظ على أعضائنا بحالة جيدة لمدة أكبر وإطالة العمر بإذن الله. في جامعة واشنطن بولاية ميزوري الأمريكية تم تطوير مادة جديدة بمسمى (إن إم إن). وفي تجربة عملية تم حقن فئران بهذه المادة وكانت النتيجة أن أعمار تلك الفئران ازدادت 16٪. وقد يؤدي ذلك، نظريًا و إذا ما نجحت هذه المادة في حال تطبيقها على البشر، إلى زيادة أعمارنا بضعة عشر عامًا والوصول لمرحلة يكون فيها معدل أعمار البشر فوق المئة عام. لاحظ هنا أن معدل أعمارنا نحن البشر ارتفع من حوالي ثلاثين عامًا في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي ليصل في أيامنا هذه إلى حوالي ثمانين عامًا في الدول الصناعية. ويعود الفضل في ذلك، بعد إرادة الخالق عز وجل، إلى القفزات العلمية الكبيرة خصوصا في مجال الطب والصحة، ما أسهم في علاج أمراضا استعصت على الأجيال السابقة من بني البشر وقضت على مئات الآلاف وربما ملايين منهم.

يرى «سيرجي برين»، المؤسس المشارك لشركة جوجل الشهيرة، أن البشر في العقود المقبلة سيمتلكون تقنيات تمكنهم من العيش بصحة جيدة لتصل أعمارهم إلى 500 سنة!. من الوسائل التي قد تسهم بذلك تعديل الشفرة الوراثية، أو إعادة كتابة الجينات داخل أجسادنا. وقد قام فريق بحثي في جامعة كاليفورنيا لأبحاث الحياة بإعادة كتابة الجينات الخاصة بأنواع من الديدان ما نتج عنه إطالة معدل أعمارها عشرة أضعاف. يحاول الباحثون تطبيق هذه النتائج بحيث تسهم في إطالة أعمار البشر.

قد يتساءل بعضنا هنا: كل ما ذكرته أعلاه يركز على إطالة الأعمار وتأخير عملية الشيخوخة، هل هذا كل شيء؟ الإجابة هي لا! ففي جامعة هارفارد يعمل الباحثون في قسم الجينات على )استعادة الشباب Rejuvenation). وفي تجربة على فئران تناولت مادة (إن إم إن) مدة أسبوع واحد كانت النتيجة أن الفأر الذي كان عمره اثنين وعشرين شهرًا رجع شابًا كفأر عمره ستة أشهر. لتقريب الصورة فذلك يعني أن شخصا عمره 60 سنة سيعود كأنه شاب بعمر 20 سنة على فرض نجاح التجربة على الإنسان. أما أكبر مشكلة تواجه الباحثين حاليًا فهي ارتفاع سعر مادة (إن إم إن) وعدم انتهاء التجارب لتطبيقها على البشر.

لمن لا يهتم بالعودة لسن الشباب بالتقنيات الحديثة، فله البشارة بحديث المرأة العجوز التي جاءت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، ليدعو الله لها بأن تدخل الجنة فأجابها: «لا يدخل الجنة عجوز» ، فلما ولَّت باكية قال عليه الصلاة والسلام: «أخبروها ليست يومئذ بعجوز، وأنها يومئذ شابة». 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.