الاثنين، 24 يوليو 2017

الرئيسية مشروبات الطاقة مخاطر وأضرار

مشروبات الطاقة مخاطر وأضرار

energy drinks



رغم بعض التأثيرات الإيجابية التي ترافق تناول مشروبات الطاقة كتحسين الأداء الجسدي، إلا أنها تخلِّف أضرارًا صحية لا يستهان بها.


أ. د. سامي حسين الحجار

استشاري أطفال، مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض



تعد الأضرار التي تخلِّفها مشروبات الطاقة أكثر شدة على الأطفال، ومن يعانون أمراض القلب، والكلى، والكبد، والسكري


تنتشر مشروبات الطاقة بشكل واسع في مختلف الدول، وترتفع معدلات استهلاكها، خصوصا بين الشباب والمراهقين، بسبب رغبتهم في الاستفادة من الآثار الإيجابية الوقتية التي تخلِّفها هذه المشروبات على أدائهم البدني ونشاطهم، متغافلين عما يمكن أن تخلِّفه هذه المشروبات ومحتوياتها الغنية بمادة الكافيين من آثار جانبية ضارة.

هناك كثير من الأضرار المترتبة على تناول مشروبات الطاقة، ولكن من الضروري توضيح الفارق بين كل من المشروبات الغازية، والمشروبات الرياضية، ومشروبات الطاقة، والتي هي محور الحديث. تختلف مشروبات الطاقة عن المشروبات الغازية والمشروبات الرياضية من حيث محتوياتها وتركيباتها. فجميع هذه المشروبات تحتوي على السكر أو المحليات الصناعية، وبعض الأحماض الأمينية، والفيتامينات، إلا أن تركيز الكافيين أعلى بكثير في مشروبات الطاقة. في حين تحتوي المشروبات الرياضية على نسب مختلفة من الأملاح كالصوديوم والبوتاسيوم، والتي تساعد على تعويض الجسم ما يفقده من أملاح وتحميه من الجفاف.

تعد مشروبات الطاقة الأكثر تداولاً في فئات المراهقين والشباب، إذ أظهرت دراسات عديدة أن نصف المستهلكين لهذا النوع من المشروبات حول العالم هم من الفئات العمرية التي تقل عن 25 عامًا.

مكونات ضارة


تتمثل أكثر الأخطار تأثيرًا في مشروبات الطاقة في محتوياتها المرتفعة من الكافيين، والذي لا يظهر بشكل واضح، نظرًا لوجود مركبات إضافية في هذه المشروبات تضم كميات غير ظاهرة من الكافيين. ومن هذه المركبات: مركب غوارانا حيث يحتوي على 40 غرامًا إلى 80 غرامًا من الكافيين، ومركب جوز الكولا، ومركب المتة، ومركب الكاكاو.

نظرًا لعدم وجود دراسات دقيقة في المملكة فيما يتعلق بهذا الشأن، فإننا نستعر ض بعض الدراسات العالمية عن استهلاك مشروبات الطاقة، حيث أظهرت إحدى الدراسات التي تم إجراؤها في الولايات المتحدة أن 28٪ من مستهلكي مشروبات الطاقة في عمر 12 سنة إلى 14 سنة، و أن 31٪ في عمر 14 سنة إلى 17 سنة، وأن 34٪ في عمر 18 سنة إلى 24 سنة، ويتناول هؤلاء مشروبات الطاقة بشكل روتيني. أما في ألمانيا فبلغت نسبة الأشخاص المستهلكين لمشروبات الطاقة 53٪. بينما ترتفع نسب تناول هذه المشروبات من قبل الأطفال في عمر 10 سنوات إلى 13 سنة. ولقد تم تسجيل نسب مشابهة من استهلاك مشروبات الطاقة لدى الأطفال في كل من النمسا ونيوزيلندا.

أضرار الإفراط


على الرغم من بعض التأثيرات الإيجابية والتي قد ترافق تناول هذه المشروبات كتحسين مؤقت للأداء الجسدي والتنشيط الإدراكي، إلا أن أضرار الإفراط في الاستهلاك تتجاوز أي فوائد عابرة. فهذه المشروبات ليس لها أي قيمة غذائية وتعد من مدرات البول.

دراسات: مشروبات الطاقة تضر بالأطفال والشباب


أكدت دراسة علمية أمريكية أصدرتها جمعية القلب الأمريكية، أن مشروبات الطاقة تسبب مشاكل صحية خطيرة لدى الأطفال. إذ وجد الباحثون أن نسبة 41٪ من أصل 5 آلاف مكالمة وردت إلى مراكز السموم بسبب تعرض الأطفال تحت سن السادسة للتسمم كانت نتيجة تناول مشروب للطاقة، أو المعاناة من آثار جانبية له مثل تزايد نبضات القلب بشكل غير طبيعي. قال المشرف على الدراسة، ورئيس قسم طب الأطفال في جامعة واين ستايت الأمريكية، الدكتور ستيفن ليب شلتز، إن تناول الأطفال كمية من الكافيين تقل عن مئة ملليغرام يتسبب في آثار صحية سلبية، في الوقت الذي تحتوي فيه بعض مشروبات الطاقة على أكثر من 300 ملليغرام من الكافيين. وفي دراسة أخرى أجريت في مستشفى مايو كلينك الأمريكية، أكد الباحثون أن تناول عبوة واحدة فقط من مشروبات الطاقة ترفع الهرمون المسؤول عن التوتر والإجهاد لدى الشباب، وتسبب ارتفاعًا مفاجئًا في ضغط الدم الذي يرفع بدوره خطر الإصابة بأمراض القلب.

رصد الباحثون تأثير مشروبات الطاقة على ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والتوتر لدى 25 شابًا يبلغ متوسط أعمارهم 29 عامًا، ولا يعانون أي عوامل مرضية متعلقة بالقلب و ضغط الدم. ووجد الباحثون أنه بعد تناول عبوة واحدة من مشروب الطاقة بنصف ساعة ارتفع ضغط الدم بن سبة 6.8٪، كما ارتفعت نسب إفراز هرمون التوتر بنسبة 71٪، وازدادت معدلات ضربات القلب والتنفس لدى الشباب.

تعد الأضرار التي تخلِّفها هذه المشروبات بمختلف مسمياتها التجارية، أكثر شدة على الأطفال، إضافة إلى من يعانون أمراضا في كل من القلب، والكلى، والكبد، والداء السكري، واضطرابات السلوكيات (فرط الحركة)، ومن يعانون الغدد الصماء. وهناك عدد من الأضرار لمشروبات الطاقة تم إثباتها بالدراسات العلمية في مختلف الدول، نظرًا لاحتوائها على نسبة متفاوتة ومرتفعة من الكافيين.

في دولة ألمانيا التي تعد من الدول الرائدة في مجال مراقبة التأثيرات الضارة لمشروبات الطاقة، تم تسجيل بعض الحالات المرضية لمتناولي مشروبات الطاقة، شملت الفشل الكبدي، والفشل الكلوي، واضطرابات الجهاز التنفسي، والاضطرابات النفسية، ونوبات الصرع، واضطراب العضلات، وتسارع نبضات القلب، وفشلاً في وظائف القلب، وارتفاع ضغط الدم.

أما في دولة إيرلندا فهناك العديد من الاضطرابات التي صاحبت تناول مشروبات الطاقة، والتي تم تسجيلها وإثباتها في مركز مراقبة التسممات. و شملت هذه الحالات التشنجات، واضطرابات التركيز الفكري، وتسارع نبضات القلب، وبعض الوفيات. أما أغلب الحالات المسجلة في دولة نيوزيلاندا جراء تناول مشروبات الطاقة فتمثلت في اضطرابات الجهاز الهضمي وبخاصة آلام البطن والقيء، إضافة إلى نوبات التهيج واضطرابات النظم القلبية.

الحد من الاستهلاك


نظرًا لخطورة هذه الأعراض قامت الهيئات العلمية العالمية و إدارات التعليم بوضع أنظمة للحد من استهلاك مشروبات الطاقة وتناولها، والتوعية من أضرارها. لذلك فمن المهم تنفيذ عدد من البرامج التي تسهم في الحد من تناول هذه المشروبات الضارة لتشمل:

• القيام بحملات توعوية في المدارس والجامعات، والحد من تداول مشروبات الطاقة داخل المدار س والجامعات.

• حملات توعوية في الأوساط الرياضية.

• حملات الإعلام المرئي والمكتوب لتوعية المجتمع بمختلف فئاته بأضرار مشروبات الطاقة، والتأثيرات الضارة لاستهلاك الكافيين المتزايد.

• تبني قوانين ولوائح لمراقبة هذه المشروبات ومحتوياتها بشكل دوري وجدي.

• لجأت بعض الدول إلى فرض ضرائب إضافية على بيع هذه المشروبات للتقليل من استعمالها. وقد أثبتت هذه الطريقة جدواها في الحد من انتشار المشروبات الضارة بالصحة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.