الاثنين، 9 يناير 2017

الرئيسية الساعة البيولوجية .. مشكلات وحلول

الساعة البيولوجية .. مشكلات وحلول


الساعة البيولوجية


لقد ضبط الخالق عز وجل طبيعة الإنسان على ساعة بيولوجية تنظم وقته كالنوم ودرجة الحرارة وكذلك مستويات الهرمونات. وتعرف التغيرات الحيوية والنفسية التي تتبغ دورة الساعة الحيوية في ٢٤ ساعة بالإيقاع اليومي وأنماطا سلوكية دورية إيقاعية. وهي موجودة في كل خلاياه لتنسجم مع وظائفه المختلفة وهي تختلف باختلاف الوقت. وقد تمكن العلماء من رصد مكان الساعة البيولوجية والتي تتحكم بها النواة فوق التصالبية وهي توجد فوق نقطة التقاء العصبين البصريين في قاع الجمجمة وتتكون هذه النواة من جزئين أحدهما في النصف الأيمن من المخ والآخر في النصف الأيسر وكل جزء يتكون من عشرة آلاف خلية عصبية تقوم بتنظيم الجدول الزمني والتنسيق مع خلايا الجسم لأداء وظائفه المتخلفة على مدار اليوم ويرتبط عملها بالضوء الذي يعمل على خلق تزامن بين الساعة الداخلية والضوء المحيط بجسم الإنسان. وتعمل الساعة البيولوجية حسب جدول زمني ضروري للحياة والصحة بشكل خاص. وللإنسان إيقاعات بيولوجية يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية. ويختلف مستوى الهرمونات في الدم على مدى هذه الفترات حيث تقوم بتنظيم وتنسيق أنشطة خلايا الجسم بعضها مع بعض ومع أيقاع الليل والنهار.


التكيف مع تغير الزمن أثناء السفر


يقول د. حسين سليم الجويد "استشاري اضطرابات النوم والساعة الحيوية": 

يواجه كثير من المسافرين في رحلات جوية طويلة، خصوصًا إلى جهتي الشرق أو الغرب، مشكلة تتعلق باختلال ساعتهم البيولوجية بسبب تغير المنطقة الزمنية المفاجئ الذي يتعرضون له، ويتسبب في بعض الأعراض المزعجة وعلى رأسها الأرق، واضطراب النوم، وعدم القدرة على التكيف مع التغير الزمني الذي حدث في الوجهة التي سافروا إليها.

تعد إيقاعات الساعة البيولوجية عمليات تتم على مدار 24 ساعة، تسمح للإنسان بالتكيف بطريقة مناسبة مع تغيرات البيئة من حوله كالضوء، والظلام الناجمين عن دوران الأرض كل 24 ساعة. إلا أن إيقاع الساعة البيولوجية الأكثر وضوحًا يتمثل في دورة النوم واليقظة، التي تتماشى أيضًا مع دورة الضوء والظلام. يتم إفراز هرمون الميلاتونين الذي ينتج في الغدة الصنوبرية، في الدم وفي السائل الدماغي الشوكي، لنقل إشارات إلى الدماغ، بما يؤثر بشكل واضح في التحفيز على النوم لدى الأشخاص في الليل. ويصاحب إيقاع الساعة البيولوجية ما بين النوم والاستيقاظ، إفراز هذا الهرمون إلى جانب تذبذب درجة حرارة الجسم الأساسية، وذلك عبر عدة مراحل.


السفر جوًا


يسمح السفر عن طريق الجو للأفراد باجتياز مناطق زمنية «خطوط الطول» أسرع من الساعة الداخلية، أو ما يعرف بإيقاع الساعة البيولوجية. وهذا يؤدي إلى خلل التزامن بين دورة الضوء والظلام الخارجية ومن ثم اختلال إيقاع الساعة البيولوجية الذاتية، والذي يظهر على شكل ضعف في التركيز والانتباه في زمن اليقظة، وصعوبة في النوم في أثناء الوقت المخصص للنوم في الوجهة المقصودة.


الأعراض المصاحبة للسفر جوًا


قد تحدث الأعراض السريرية بعد يوم أو يومين من السفر عبر المناطق الزمنية. من أهم الأعراض التي قد تظهر، اثنان على الأقل، هما الأرق والنعاس المفرط في أثناء النهار، والشعور بالتعب العام والإرهاق، بما في ذلك فقدان الشهية والإمساك، يصاحبها عادة اضطراب في المزاج، وضعف واضح في الأداء.


تجنب الأعراض المزعجة


يدور التساؤل حول كيفية تجنب حدوث هذه الأعراض المزعجة أو التخفيف من حدتها خلال السفر. هذه بعض النصائح التي ربما تفيد في ذلك:

  • ضبط الساعة على بلد الوصول قبل يوم، إن أمكن ذلك، أو مع صعود الطائرة على أقل تقدير.
  • التماشي مع الوقت في بلد الوصول وتكييف الظروف مع ذلك، قدر الإمكان، على سبيل المثال: إذا كان موعد الرحلة من الرياض إلى مانيلا العاشرة (10) صباحًا، تكون الساعة في مانيلا الثالثة (3) عصرًا، ينبغي إذًا ضبط الساعة على توقيت مانيلا، في محاولة للتكيف وتهيئة الأجواء، تزامنًا مع توقيت مانيلا. ما يعني أن المسافر سيتعرض إلى الضوء لمدة أطول، مع العلم أن ضوء النهار يعد أكبر مؤثر في إيقاع الساعة الحيوية.
  • يكون الاستعداد للتكيف عبر فتح الستائر والقراءة، أو استخدام الحاسوب، وتناول بعض الوجبات في أثناء النهار طبقًا لتوقيت مانيلا، وكذلك الالتزام بتوقيت مانيلا في أثناء الليل، وما يتبعه من إطفاء الأنوار، وإسدال الستائر، وتناول وجبة العشاء حسب توقيت الوجهة المقصودة.
  • يجب الامتناع عن تناول الكافيين. لعل بعضنا قد سمع عن عقار الميلاتونين الذي يساعد على التغلب على الاضطرابات الناجمة عن اختلاف التوقيت من مكان إلى آخر، إلا أن عمل الميلاتونين معاكس تمامًا لتأثير التعرض للضوء. لذلك، فإن توقيت تناول الميلاتونين مهم جدًا لتعديل الساعة الحيوية. لعل تناوله في آخر النهار، أي مساء، يساعد بصورة عامة، على ضبط الساعة البيولوجية. وينصح بهذا العقار للمسافرين شرقًا وغربًا.


نصائح لضبط الساعة البيولوجية


  • حدد عدد ساعات النوم التي تحتاجها حسب عمرك والتي تكون عادة ما بين ٦ - ٩ ساعات يوميا.
  • قم بإطفاء جميع الأضواء المحيطة بك أثناء النوم لضبط الخلايا العصبية المسؤولة عن الساعة البيولوجية فبمجرد خفض الضوء تقوم هذه الخلايا بتحفيز الجسم على خفض درجة حرارة الجسم وبالتالي تنشط هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم.
  • ضع في مخيلتك عدد ساعات النوم التي تحتاجها ووقت استيقاظك من النوم.
  • اعرض جسمك للضوء وقت استيقاظك من النوم فذلك يجعل من الخلايا العصبية التي تشكل الساعة البيولوجية بتحفيز الجسم وضبط هرموناته لتتناسب مع الوقت الفعلي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.