العديد من الأشخاص أن تعليمات الطبيب في اختيار مواعيد أخذ الدواء والعلاج المخصص بمرض أو مشكلة صحية معينة مع مواعيد وجبات الطعام ما هو إلا تحكم في حياة المريض. لكن ما يجهله هؤلاء الاشخاص هو أن الدواء قد يتداخل مع الغذاء مسببًـا تغيرًا في حالة الدواء.
قد تؤدي تداخلات الدواء مع الطعام إلى تأخر امتصاص الدواء، وتأثر معدلات التحول الأيضي.
د. العنود العبدلي
لجنة العلاقات العامة والإعلام
الجمعية الصيدلية السعودية
هذا التغير قد يؤدي في أغلب الأحيان إما إلى عدم الاستفادة القصوى من الدواء، أو تنتج عن هذا الدواء آثار جانبية ترهق كاهل المريض. التداخل الدوائي هو التفاعل الحاصل بين دواء يتناوله الإنسان مع دواء آخر أو طعام أو شراب أو مكملات غذائية يتم تناولها في الوقت نفسه. وقد ينجم عن هذا التفاعل فقدان فعالية الدواء، أو زيادة السمية الناتجة عن تناوله، أو ظهور آثار جانبية غير مرغوب فيها لا تحدث عند تناول الدواء بمفرده. لذلك تنقسم التداخلات الدوائية إلى: تداخلات بين الدواء ودواء آخر، وتداخلات بين الدواء والطعام أو الشراب، وتداخلات بين الدواء والمكملات الغذائية. وكل ما يحدث من تداخل يؤدي الى آثار سلبية على المريض وعلى الخطة العلاجية لديه.
تداخلات الدواء والطعام
قد تؤدي تداخلات الدواء مع الطعام والشراب إلى تأخر امتصاص الدواء من الأمعاء أو تحفيزه، كما تتأثر أحيانًا معدلات التحول الأيضي للدواء وإخراج نواتج الأيض الدوائي من الجسم بتناول بعض الأصناف من الأطعمة. لذلك ينصح الخبراء بتناول بعض العقاقير على معدة خاوية من الطعام (قبل ساعة أو بعد ساعتين من تناول الطعام). وقد يكون تحمل بعض أنواع العقاقير أفضل في حالة تناولها مع الطعام مثل الأسبرين والمسكنات غير الاستيرويدية، لذلك يجب الحرص على سؤال الطبيب أو الصيدلي عن إمكانية تناول الدواء مع وجبة خفيفة، أو وجبة رئيسة، أو على معدة خاوية من الطعام. وفيما يلي نسرد لكم بعض تفاعلات الأدوية مع الأغذية والتي من الممكن أن نستخدمها في يومنا العادي.
العرقسوس
تناول كميات كبيرة من مشروب العرقسوس يوميًا لمدة طويلة أكان العرقسوس على هيئة شراب أم حلوى يسبب أعراضًا جانبية تشبه الأعراض التي يسببها الكورتيزون، وتشتمل على اختزان الصوديوم والماء في الجسم، ونقص البوتاسيوم في الدم ما يترتب عليه ضعف العضلات، وارتفاع ضغط الدم، وارتشاح السوائل بالجسم. لذلك يؤدي تناول العرقسوس إلى زيادة التأثيرات الجانبية وحدوث التسمم بعقار «ديجوكسين» الذي يستخدمه مرضى احتشاء عضلة القلب والرجفة الأذينية واختلال نبض القلب، كما يؤدي أيضًا إلى انخفاض فعالية العقاقير المستخدمة في علاج ضغط الدم المرتفع، مع احتمال حدوث ارتفاع شديد في ضغط الدم. وقد يؤدي تناول العرقسوس إلى زيادة فعالية الأدوية المدرة للبول، وكذلك «الكورتيزون» ومشتقاته.
الشوكولاته
العقاقير المضادة للاكتئاب مثل مجموعة مثبطات «MAO» لا ينصح بتناولها مع الإسراف في تناول الشوكولاته. ولو كانت جزءًا بسيطًا فلا بأس أما الإكثار من الشكولاته فقد يؤدي إلى حدوث الارتفاع الحاد في ضغط الدم. كما أن الكافيين الموجود بالشوكولاته من المحتمل أن يؤدي إلى زيادة مفعول بعض العقاقير المنبهة وتأثيراتها مثل عقار «ريتالين» وقد يقلل من التأثيرات الدوائية لبعض المهدئات والمنومات.
الجريب فروت
عصير الجريب فروت أحد المشروبات الشهيرة التي تذكر دائمًا بتداخلاتها السلبية مع ما يقارب خمسين مجموعة دوائية, وبخاصة العقاقير المخفضة لضغط الدم المرتفع، ومضادات تخثر (تجلط) الدم، وبعض مضادات التوتر والأرق، ومضادات الملاريا، ومثبطات المناعة مثل عقار «سيكلوسبورين» شائع الاستخدام بين المرضى الذين أجريت لهم زراعات الكلى أو القلب أو الكبد وغيره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق