الجمعة، 21 أبريل 2017

الرئيسية هل جوجل آمن لأطفالنا؟

هل جوجل آمن لأطفالنا؟


internet


ينبغي تفعيل أدوات البحث الآمن، وعدم منح الأطفال الخصوصية على إطلاقها في أثناء استخدامهم للحواسيب والأجهزة اللوحية.


تعد محركات البحث إحدى أكثر الوسائل خطورة على الأطفال بسبب خاصية بحث الصور والفيديو في الجانب الإباحي، الذي يتضمن محتوى غير نهائي بشكل عشوائي وغير منظم.

مع ظهور الأجهزة المحمولة والهواتف الذكية تزايد بشكل كبير الحديث عن مخاطر هذه الأجهزة على أطفالنا. كان من ذلك المخاطر الصحية على الرقبة، والظهر، والعينين لمن يستخدم هذه الأجهزة بكثرة. ثم ظهرت المشاكل التربوية من ألعاب تنمي العنف عند الأطفال وغيرها، ومشاكل ما يتم بيعه في متاجر البرامج المختلفة. وظهرت أيضا مشاكل اليوتيوب وما يعرضه من محتوى جذاب وساحر للأطفال ما يجرهم إلى مشاهدة ما لا يناسبهم.

للأسف تعد محركات البحث إحدى أكثر الوسائل خطورة على الأطفال. وخطورتها العظمى تكمن في خاصية بحث الصور والفيديو، خصوصا في الجانب الإباحي. بمجرد أن يكتب الطفل كلمات بحثية معينة يظهر له محتوى لانهائي من الصور ومقاطع الفيديو بشكل عشوائي وغير منظم. يفوق في محتواه محتوى كثير من المواقع الإباحية المتخصصة!

تخيل أنك تدخل على ابنك ذي السنوات العشر وتجده يشاهد على الشاشة صورا إباحية لم تر أنت مثلها قط، وقد تتفاجأ أيضا بأنها ليست أول مرة! إنه أمر صادم للغاية ولا يمكن احتماله!


ضبط خاصية البحث الآمن على الحواسيب

قامت شركة جوجل بتوفير خاصية البحث الآمن، والتي تعمل على منع مقدار كبير من المحتوى السيئ من أن يظهر في نتائج البحث. هذه الطريقة لا توفر الأمان الكامل، ولكنها تحمي أطفالنا من أغلب ما يمكن أن يصادفهم من محتوى إباحي. إن كنت تستخدم متصفح (كروم، فإن هذا المتصفح يستخدم جوجل في خدمة البحث بشكل تلقائي، ولضبط خاصية البحث الآمن اذهب

في الأسفل إلى خيار الإعدادات ثم اختير منها إعدادات البحث، سيظهر لك خيار تشغيل البحث الآمن، قم باختياره، حيث سيقوم بتثبيت خيار البحث الآمن على المتصفح، ولا يمكن تغييره من قبل الأطفال. سيطلب المتصفح منك في هذه الحالة تسجيل الدخول إلى حسابك في جوجل وهو نفسه البريد الإلكتروني الخاص بالجيميل (Gmail)، ومن ثم لا يمكن فتح البحث الآمن مرة أخرى إلا بإدخال كلمة سر حسابك في جوجل حينها.

هل تستخدم متصفحا آخر غير كروم

إن كنت تستخدم متصفح إكسبلورر، أو إيدج، أو سفاري، أو غيرها، فعلى الأغلب ستستخدم هذه المتصفحات محركات بحث أخرى غير جوجل، مثل محرك بحث Bing . الحل هنا بسيط، وهو تعيين محرك بحث جوجل ليكون محرك البحث الافتراضي على هذه المتصفحات. وبعد تعيين جوجل محرك بحث افتراضيا، يمكنك حينها ضبط خاصية البحث الآمن حسب الخطوات المذكورة سابقا.


البحث الآمن في الآيفون والآيباد

إن كنت تستخدم برنامج جوجل أو متصفح كروم، فما عليك إلا تكرار الخطوات المذكورة أعلاه في ضبط هواتف الأندرويد. ولكن مستخدمي الآيفون والآيباد غالبا ما يتصفحون الإنترنت عبر متصفح سفاري Safari المتصفح الرسمي لنظام IOS ، وهذا له طريقة أخرى للضبط تختلف عنمت صفح كروم ونظام جوجل.

اذهب إلى إعدادات الخاصة بجهاز الآيفون أو الأيباد واختر "عام" ومنها اختر "القيود" ثم قم بتفعيل القيود (Enable Restrictions). إن كنت قد فعلت القيود من قبل ووضعت لها كلمة سر مسبقا فسيطلب منك إدخال كلمة السر. وإن كانت أول مرة تفعِّل فيها القيود فسيطلب منك الجهاز إدخال كلمة سر جديدة، ثم إدخالها مرة أخرى للتأكيد.

قائمة القيود طويلة، ويمكنك من خلالها ضبط العديد من البرامج والخصائص التي تضبط استخدام طفلك للجهاز، وما يهمنا هنا الآن هو خصائص البحث في متصفح الإنترنت، ولذلك سنذهب إلى خيار "مواقع الويب" سنجد أمامنا ثلاثة خيارات، والخيار الافتراضي على أول اختيار والذي يسمح بفتح كل مواقع الإنترنت. عليك الآن بتغييرها إلى الخيار الثاني (تقييد محتوى البالغين - Limit Adult Content).

البحث الآمن في هواتف الأندرويد وأجهزته

في تطبيق جوجل، اختر الإعدادات ومنها أختر الحسابات والخصوصية، ستجد من ضمن الخيارات المتاحة خيار (فلتر البحث الآمن)، يمكن تفعيله من هنا مباشرة. أما بخصوص متصفح الإنترنت، فالأصل في أجهزة الأندرويد أن يكون متصفح الإنترنت هو كروم Chrome ، وحينها فما عليك إلا أن تفتح صفحة محرك البحث الرئيسية في المتصفح، وتقوم بعمل خطوات التصفح الآمن SafeSearch المذكورة أعلاه في ضبط متصفح الإنترنت على أجهزة الحاسوب، حيث سيفتح لك المتصفح الصفحة نفسها تماما، مع إضافة زر (حفظ) لتأكيد الخيارات. وإن كان هناك متصفح إنترنت آخر، فعليك أن تذهب إلى إعدادات هذا المتصفح، وتعيين محرك جوجل محرك بحث افتراضيا، ثم يمكنك عندها القيام بإعداد التصفح الآمن SafeSearch أعلاه.

بذلك تكون قد ضبطت خصائص البحث في متصفح الإنترنت في الآيفون والآيباد ليحد كثيرا من المحتوى المؤذي حتى لا يتعرض له أطفالنا. إن وجدت فيما بعد أن هناك موقع إنترنت معينا فتحه طفلك بالرغم من وجود هذا الفلتر، فيمكنك نسخ رابط الموقع، ثم الذهاب إلى النقطة نفسها التي وصلنا إليها في ضبط الفلتر، ستجد أسفلها مكانا لإضافة مواقع إنترنت معينة لمنعها تماما.

هناك نقطة أخرى. فإن كنت تريد ضبط استخدام الإنترنت أكثر، فستجد أن هذا الفلتر يتيح لك غلق كل مواقع الإنترنت على الإطلاق عدا مواقع معينة أنت تحددها بنفسك.

الحلول التقنية لا تكفي!

الحلول التقنية المذكورة أعلاه ستنجح بإذن الله في الحد من تعرض طفلك للمحتوى الإباحي في أثناء استخدامه لأجهزة الحاسوب والأجهزة الذكية بشكل كبير. ولكن، هل هذه الحلول تكفي؟ هل أقوم بتطبيقها ثم أنام مطمئنا وأن طفلي في أمان وهو يستخدم هذه الأجهزة؟ بالطبع لا!

من القصص التي حدثني عنها بعض الآباء والأمهات، طفل في الخامسة من عمره كان يبدو عليه الانزعاج وهو يلعب على الحاسب الآلي. وحينما توجهت إليه أمه لترى سبب ضيقه وجدت أنه يفتح دوما موقع ألعاب، وبين فترة وأخرى يوجهه هذا الموقع إلى صفحة فاضحة ملئ بالصور ومقاطع الفيديو الجنسية! أبٌ ذكر لي أنه اكتشف أن ابنه الذي في الصف الخامس الابتدائي قد تعلم من صديقه كلمة بلغة روسية حينما يكتبها في محرك بحث جوجل يستطيع الوصول إلى مقدار هائل من الصور الإباحية المخجلة! حينما اكتشف الموضوع كان ابنه يتصفح هذه الصور لأكثر من ثلاثة أشهر دون أن ينتبه والداه لشيء من ذلك! هذا معناه أنه لا يزال هناك احتمال لأن يتعرض ابني أو ابنتي لمحتوى إباحي؟ صحيح. إذا، ماذا نفعل أيضا؟ الحل بكل بساطة إن أردنا أن نصيغه بكلمات لطيفة: أن نكون مع أطفالنا حين استخدامهم لهذه الأجهزة. وبعبارة أو ضح: لا تمنحوهم الخصوصية على إطلاقها! لا تتركوا الطفل يأخذ الآيباد أو الحاسوب اللوحي أو جهاز الهاتف ويجلس في غرفته لساعات ولا أحد يعلم ماذا يشاهد على هذه الشاشات الصغيرة! أو يأخذ الجهاز ويجلس في زاوية المجلس والسماعات في أذنيه ولا أحد يعلم ماذا تعرض شاشة الجهاز، أو ماذا يسمع. لا بد أن يكون استخدام الطفل للجهاز في مكان مفتوح في المنزل يمكن للأب أو الأم معرفة ما يظهر على الشاشة في أي وقت، مثل الصالة أو غرفة المعيشة، مع عدم إعطائهم سماعات أبدا، بحيث يتمكن من في المنزل من سماع ما يشاهده ابنهم على هذه الأجهزة حتى لو لم تكن أعينهم على الشاشة. الرقابة الأبوية هي أهم وسيلة وأقواها وأنجحها في حماية أبنائنا من مخاطر ما يتعرضون له في عالم الإنترنت.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.