الاثنين، 31 أكتوبر 2016

الرئيسية الخوف عند الأطفال

الخوف عند الأطفال

 


 يظل الخوف أمرا طبيعيًا طالما لم يصل إلى الإفراط الذي يمنع الطفل عن القيام بمهمات حياته اليومية


د. فهد المنصور
استشاري الطب النفسي
مستشفى الملك خالد الجامعي
 
يعد الخوف أحد العوامل شديدة التأثير في الكائن الحي، وواحدًا من أهم المحركات التي تدفعه إلى القيام بسلوك معين كرد فعل لدفع الأذى الناشئ والوصول إلى مرحلة الاستقرار، إما بالمواجهة، أو بالتجنب التام والابتعاد، أو بالتحايل والمداراة.

الخوف أمر طبيعي طالما بقي ضمن إطاره الصحيح، كالخوف من حيوانات مفترسة، أو أصوات مزعجة، أو حلول ظلمة فجأة. فهي أشياء تسمح بإثارة العقل ليظل يقظًا مستعدًا لمواجهة الخطر، محفزًا الجسم وعضلاته للاستعداد للتعامل مع الحدث الطارئ. وإذا أخذ الخوف منحى آخر فسيكون مفرطًا إلى درجة تمنع صاحبه من القيام بمهماته الحياتية اليومية. وهنا نقطة يلزم التوقف عندها وإيجاد حل لها كي لا تُشلَّ عجلة الحياة.

ما هو الخوف المرضي؟ | الخوف المرضي هو خوف غير طبيعي، دائم وملازم للمرء من أمور ليست مخيفة في أصلها، وهو خوف لا يستند إلى أي أساس واقعي. ويختلف الخوف المرضي عن الطبيعي في كونه خوفًا معممًا، أي عامًا ويشمل أشياء كثيرة، كما أنه يطول وقته، وقد يستمر لساعات وربما لأيام.
 

كيف يتسرب الخوف لأطفالنا؟

 
هناك بعض الأمور التي تسبب الخوف عند الأطفال، ومنها:

• تهديد الأبوين وتخويفهما المستمر، والاستعانة بخلق قصص وهمية ومرعبة للطفل، كتخويفه بالطبيب أو العسكري.
• مشاهدة المناظر العنيفة أو المرعبة، والاستماع إلى القصص المخيفة.
• الحرمان من الحب والرعاية، أو فقدان الأمن بهجر أحد الوالدين للطفل، أو انفصال الوالدين عن بعضهما.
• الخوف بالعدوى. فالكثير من الأطفال يكتسب الخوف لتعوده رؤية شخص مقرب يظهر الخوف من أمر ما.
• المبالغة في خوف الآباء والقلق على أبنائهم. وبهذا السلوك ينشأ الطفل شديد الخوف على نفسه.
• البيئة العائلية المليئة بالتهديدات والمشاجرات والخلافات.
• تخويف الطفل بهدف الضحك والتسلية.
 

التعامل مع الخوف

يجب أن تتقبل خوف الطفل والأزمة التي يشعر بها، وتحرص على معانقته وتقبيله وتقريبه إليك كوالد أو أم، وتحرص دومًا على تهدئته ومنحه الشعور بالأمان، وإفساح المجال أمامه للتعبير عن مشاعره، واحترامها، وحث الطفل على معرفة مصدر الخوف، واستخدام اللعب التمثيلي وتبادل الأدوار بهدف ترويض المواقف المخيفة.
 
 

لحظات الخوف

ينبغي على الوالدين في لحظات الخوف أن يحظوا بالهدوء والاتزان، لدراسة السبب بمنطقية، وعدم تحقير الطفل بنعته بالفاشل أو الجبان، من ثم محاولة الوالدين تطبيق مواجهة السبب المخاف منه، وتعويد الطفل مواجهته تدريجيًا.
 
 

الخوف في سن أكبر 

 
مرور الوقت عامل مهم في ترسيخ الخوف المرضي واستمراره، لذا يحتاج الطفل إلى الإنصات إليه وإظهار اهتمام حقيقي تجاهه وتجاه مشكلته ومخاوفه، ثم محاولة التخفيف من أثر السبب، ومنع المشكلة من التمدد وتعطيل دراسة الطفل وتفاعله، واتباع أساليب تقلل من ضغط موضوع الخوف.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.