علاقة الإنسان بالطبيعة وتأثيرها الإيجابي في صحته لا تزال محل دراسة من فترة لأخرى، لإثبات أهمية الطبيعة في تحسين الحالة النفسية والصحية للبشر، وهو ما حاولت إثباته دراسة جديدة عكفت على تنفيذها جامعة ديربي البريطانية، والجمعية الملكية لصناديق الحياة البرية في بريطانيا، في مشروع تم تنفيذه تحت اسم «30 يومًا من الحياة البرية» كشف عن نتائج مهمة.
شكل ذلك المشروع حملة واسعة النطاق شملت أكثر من 18 ألفًا و500 مشارك التزموا بأداء نحو 300 ألف سلوك وفعل عشوائي ذي صلة بالحياة البرية. ولم يتم تصوير هذه المبادرة على أنها مجرد دراسة علمية، بل إنها مبادرة ماتعة يتوجب المشاركة فيها.
تشير الأدلة البحثية إلى أن التفاعل مع الطبيعة يمكن أن يقلل ضغط الدم المرتفع، ويخفف من متاعب الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويزيد من نشاط المرء ويُحسن حالته المزاجية. وتدلل النتائج على أن من شأن ذلك التفاعل تحسين بعض جوانب الصحة النفسية والعقلية، مثل تخفيف الشعور بالقلق والإرهاق الذهني، واستعادة القدرة على الانتباه والتركيز. كما أن الشعور بالرضا والحيوية، يتناسب طرديًا مع إحساس الشخص بأنه جزء من الطبيعة، إذ يتراجع القلق، ويزداد الشعور بالسعادة.
توصلت الدراسة إلى أن الحالة الصحية للمشاركين في التجربة تحسنت بنسبة %30. كما تبنى المشاركون سلوكيات فعالة صديقة للبيئة كإطعام الطيور وزراعة الزهور، وذلك لمدة شهور تلت تنفيذ التجربة. كما أن الأطفال الذين شاركوا بالدراسة أظهروا ثقة متزايدة في النفس، كما شعروا وكأن الطبيعة تلقنهم دروسًا فيما يتعلق بكيفية الإقدام على مجازفات ومخاطر، وإطلاق العنان لقدراتهم الإبداعية، ومنحهم فرصة للتدريب، والتجريب، واللعب، والاستكشاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق