الأربعاء، 29 مارس 2017

الرئيسية البكتيريا النافعة تعزز صحة الجهاز الهضمي

البكتيريا النافعة تعزز صحة الجهاز الهضمي

beneficial-bacteria


تمثل مصادر الطعام المختلفة عاملاً رئيسًا في تعزيز وظائف الأمعاء وأعضاء الجسم
د. أماني الددا
اختصاصية تغذية علاجية

الطعام الصحي يعادل جهاز هضمي سليمًا! وجهاز هضمي صحي سليم يأتي نتيجة بكتيريا الأمعاء النافعة. حقيقة أصبح يعرفها الجميع، ولكن ما قد لا يعرفه بعضنا هو التأثير غير المباشر لبكتيريا الأمعاء النافعة في الجسم ككل وليس على الجهاز الهضمي فحسب! لقد أصبح موضوع بكتيريا الأمعاء النافعة أو ما يعرّف أحيانًا بـ (Microbiome) حديث الساعة في الآونة الأخيرة . لذلك فمن الأفضل أن نتعرف أكثر إلى تلك الكائنات التي تقيم في جسدنا .

بكتيريا الأمعاء النافعة هي بُنية معقدة تبلغ التريليونات من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في القولون. من أهم أدوارها المساعدة على هضم الطعام الذي نتناوله، واستقلاب الفيتامينات، ودرء البكتيريا المسببة للأمراض، إضافة الى أدوار أخرى.

فأين تكمن أهمية هذه البكتيريا النافعة؟ وهل من الممكن أن تتخيلوا بأنها تساعد على تنظيم الجهاز المناعي، وتؤثر في مزاجك، وتساعد على الوقاية من السمنة وبعض الأمراض المزمنة مثل متلازمة الأيض؟

بكتيريا الأمعاء والعودة للوزن الزائد


نُشرت دراسة العام الماضي في مجلة (Nature) العلمية عن علاقة بكتيريا الأمعاء بالسمنة، وتتلخص في أن تلك البكتيريا لديها ذاكرة عن شكل الجسم وأنواع الطعام المتناولة . فمثلاً إذا كان شخص يعاني السمنة وقد خضع لحمية لإنقاص الوزن، ومن ثم عاد لتناول الأطعمة الدسمة من جديد فإن زيادة وزنه تكون أسرع من شخص آخر ذي وزن طبيعي، لأن بكتيريا الأمعاء تفرز مادة تسرع من استقلاب الدهون سببها أن الجسم قد اعتاد أطعمة دسمة في السابق! وقد اقترحت تلك الدراسة إعطاء مادة الفلافونويد) مادة مضادة للأكسدة موجودة في التوت مثلاً( لفئران التجارب ذوي الوزن الزائد. وقد تبين أن بكتيريا الأمعاء لديهم قد تحسن أداؤها، وانخفض معدل زيادة الوزن لديهم بعد إيقاف الحمية . فإذًا بكتيريا الأمعاء سلاح ذو حدين كلما قدمنا لها أطعمة صحية ساعدتنا على الحفاظ على وزن سليم.

خطوات لتحسين البكتيريا النافعة


لتحسين البكتيريا النافعة يتوجب تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية وعدم الاقتصار على فئة معينة من الأغذية، إلى جانب شرب كمية كافية من المياه ) ٨ أكواب يوميًا(، والحصول على قسط كاف من النوم، وتناول ما لا يقل عن ٢٥ غرامًا إلى ٣٠ غرامًا من الألياف يوميًا، وهي توصية من وزارة الزراعة الأمريكية. وهذه الألياف توجد في جميع أنواع الفاصولياء، والبازلاء، والعدس، والحبوب الكاملة كالشوفان. فمن السهل إدخال شوربة العدس، أو الشوفان، أو الحمص بالطحينة إلى جدولنا اليومي، كما توجد أيضا في الخضراوات الورقية كالهندباء، والملوخية، والسبانخ. يجب أيضا تناول البريبايوتكس، وهي مكونات غذائية طبيعية غير قابلة للهضم، وتلعب دورًا مهمًا في تعزيز نمو البكتيريا المفيدة أو النافعة في الأمعاء. ببساطة إنها المحرك الداعم للبكتيريا النافعة في الجسم... فليست كل أنواع البكتيريا سيئة! تساعد البريبايوتكس على تحسين عمل الجهاز الهضمي وصحته، كما أنها من الممكن أن تعزز امتصاص الكالسيوم. وتوجد البريبايوتكس في الموز، والبصل، والثوم، والكراث، والهليون، والخرشوف، وفول الصويا، والأطعمة المصنوعة من القمح الكامل.

كما ثبت أيضا أن تناول البروبيوتيكس، وهي البكتيريا النافعة التي تشبه تمامًا البكتيريا الجيدة الموجودة في الأمعاء، يعمل على تحسين البكتيريا الجيدة أو إعادتها لتحقيق التوازن في الأمعاء، ما يساعد على تعزيز مناعة الجسم والصحة العامة، وبخاصة صحة الجهاز الهضمي . فقد تم إثبات فعاليتها لعلاج متلازمة القولون العصبي، وكذلك أظهرت تأثيرًا في منع ظهور أعراض بعض أنواع الحساسية، وعدم القدرة على تحمل اللاكتوز، وغيرها من الفوائد. وتوجد البروبيوتيكس في منتجات الألبان المخمرة التي تعد مخزنًا للبروبيوتيك، إضافة إلى الزبادي والكفير، وهو ما يعرف بالفطر الهندي، ومنتجات الأجبان المعتّقة، والتي تحتوي على البكتيريا الحية والجيدة.

من وسائل تعزيز البكتيريا النافعة أيضا تناول الفلافونويد، و أظهر العديد من الدراسات فائدتها في تحسين عمل بكتيريا الأمعاء النافعة وزيادة عددها، وتخفيف التهابات الأمعاء، وتقوية جدار الأمعاء، وذلك لكونها مضادة للأكسدة والالتهابات والبكتيريا. وتوجد الفلافونويد في الخضراوات ومنها الفلفل الرومي، والطماطم، والبصل الأحمر والأخضر، والكرفس، والبامية، والبروكلي، إلى جانب الفاكهة، خصوصا الفراولة والتوت البري، والعنب الأحمر، والشوكولاتة الداكنة، والبهارات والتوابل، وبخاصة الزعتر، والكركم.


١٠ أعراض لجهاز هضمي غير صحي


هناك عدد من الأعراض التي يتوجب أن ينتبه إليها كل إنسان، قد تؤشر إلى وجود اختلال ما في جهازه الهضمي، وتتضمن هذه الأعراض:
  • المشاكل الهضمية مثل الانتفاخ، والغازات، والإسهال
  • الحساسية الغذائية
  • القلق
  • الاكتئاب
  • تقلب المزاج وعدم الاستقرار
  • مشاكل الجلد مثل الأكزيما
  • داء السكري
  • أمراض المناعة الذاتية
  • الالتهابات المتكررة
  • ضعف الذاكرة والتركيز


لماذا تسمى ببكتيريا السعادة؟


الأمعاء هي الجزء المسؤول عن امتصاص جميع العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم لكي يعمل. وتعد مركز نظام مناعتنا. إذ تقوم الأمعاء بإنتاج الناقلات العصبية وغيرها من البروتينات التي يحتاج إليها الجسم، فكثير من الأمراض المزمنة تعود إلى الأمعاء. فتوجد الآن نظريات قوية مدعمة بالدراسات بفائدة تلك البكتيريا النافعة في الوقاية أو علاج بعض الأمراض أو تخفيفها مثل الإسهال، ومرض السرطان، وارتفاع الكوليسترول، وعلاج بعض أمراض الكبد، وبعض أمراض النساء، وتقليل آثار الإجهاد. كما ذكرت دراسة حديثة قام بها باحثون يابانيون على البكتيريا في أمعاء الفئران أن تلك التي عاشت في بيئة معقمة، كان لديها كميات أكبر من الهرمونات المرتبطة بالتوتر. و أظهرت هذه الفئران أيضا سلوكًا كثر قلقًا داخل المتاهة عندما لم يكن في قناتها الهضمية بكتيريا نافعة . لذلك ف إن وجود البكتيريا النافعة في الأمعاء وتعويدها أطعمة صحية يساعد على التقليل من التوتر، ويحسن المزاج، ويجلب لنا السعادة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.